1. المقالات
  2. انصر نبيك
  3. امثلة تاريخية للنصرة النبوية ( حرب النصرة) الجزء الثاني

امثلة تاريخية للنصرة النبوية ( حرب النصرة) الجزء الثاني

الكاتب : اعداد طلاب الاكاديمية الاسلامية المفتوحة
تحت قسم : انصر نبيك
1613 2008/12/22 2024/04/26

امثلة تاريخية للنصرة النبوية ( حرب النصرة) الجزء الثاني


نتابع معكم المسيرة و صور مشرقة للنصرة من السيرة:-


"حرب النصرة" ضد من يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم:
أخرج الإمام مسلم في الصحيح عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: لمّا اصطلحنا نحن وأهل مكّة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة فكسحت شوكها، واضطجعت في أصلها، فأتاني أربعة من المشركين، فجعلوا يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم - أي يذمونه- فأبغضتهم، فتحوّلت إلى شجرة أخرى، وعلّقوا سلاحهم واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي: يا للمهاجرين! قتل ابن زينم. فاخترطت سيفي، ثمّ شددت على هؤلاء الأربعة وهم رقود، فأخذت سلاحهم، وجعلته ضغثاً في يدي -أي حزمة مجموعة-، ثمّ قلت: لا يرفع أحدكم رأسه إلاّ ضربت الذي فيه عيناه، ثمّ جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء عمّي عامر برجل من العبلات، يقال له مكرز، يقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس مجفّف في سبعين من المشركين، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوهم، يكن لهم بدء الفجور وثناه".


____________________________

** صحيح مسلم بشرح النووي / كتاب : الجهاد والسير / باب : غزوة ذي قرد وغيرها .


معني بعض مفردات الحديث

- قوله : ( أتيت شجرة فكسحت شوكها ) ‏
أي كنست ما تحتها من الشوك . ‏

- قوله : ( على فرس مجفف ) ‏
هو بفتح الجيم وفتح الفاء الأولى المشددة , أي عليه تجفاف بكسر التاء , وهو ثوب كالحل يلبسه الفرس ليقيه من السلاح , وجمعه : تجافيف . ‏

- قوله صلى الله عليه وسلم : ( دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه ) ‏
أما البدء فبفتح الباء وإسكان الدال وبالهمز , أي ابتداؤه , وأما ( ثناه ) فوقع في أكثر النسخ ( ثناه ) مثلثة مكسورة , وفي بعضها : ( ثنياه ) بضم الثاء وبياء مثناة تحت بعد النون , ورواهما جميعا القاضي , وذكر الثاني عن رواية ابن ماهان والأول عن غيره قال : وهو الصواب أي عودة ثانية . ‏



****************************

- "حرب النصرة" لاستنقاذ المسلوب:



-في الزاد وأصله في الصحيحين: أَغار عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنٍ الفَزَارِىُّ في بنى عبد اللهِ بن غَطَفَانَ على لِقَاحِ النبي صلى الله عليه وسلم التي بالغابة، فاستاقها، وقتل راعِيَهَا وهو رجلٌ من عُسفان، واحتملوا امرأته... ونودي‏:‏ يا خَيْلَ اللهِ ارْكَبى، وكان أول ما نُودى بها، ورَكِبَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُقنَّعاً في الحديد، فكان أول مَنْ قدم إليه المقدادُ بن عمرو في الدِّرع والمِغْفَرِ، فَعَقَدَ له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم اللِّواءَ في رُمحه، وقال‏:‏"امْضِ حتَّى تلحقك الخيولُ، إنَّا عَلَى أَثَرِكَ"... وأدركَ سلمةُ بنُ الأكوع القومَ، وهو على رِجليه، فجعلَ يرميهم بالنَّبْلِ ويَقُول‏:

خُذْهَا وَأنَا ابْنُ الأَكْوَع ** والْيَوْمَ يَوْمُ الرُّضَّع

حتى انتهى إلى ذي قَرَدٍ وقد استنقذَ مِنهم جميعَ اللِّقَاح وثلاثين بُردة، قال سلمة‏:‏ فَلَحِقَنَا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم والخيلُ عِشاءً، فقلتُ‏:‏ يا رسولَ اللهِ، إن القومَ عِطاش، فلو بعثتني في مائة رجل استنقذتُ ما في أيديهم من السَّرْح، وأخذتُ بأَعناق القوم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : "مَلَكْتَ فَأسْجِحْ"، ثم قالَ‏:‏ "إنَّهُم الآنَ لَيُقْرَوْنَ في غَطَفَان ".‏

وذهب الصريخُ بالمدينة إلى بنى عَمْرو بن عوف، فجاءت الأمدادُ ولم تزلِ الخيلُ تأتى، والرجالُ على أقدامهم وعلى الإبل، حتى انْتَهَوْا إلى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم بذي قَرَدٍ‏.‏

قال عبد المؤمن بن خلف‏:‏ فاستنقذوا عَشْرَ لِقاح، وأُفلِتَ القومُ بما بقي، وهو عشر‏، قلت[القائل ابن القيم]‏:‏ وهذا غلط بيِّن، والذي في ‏الصحيحين‏‏‏:‏ أنهم استنقذوا اللِّقَاحَ كُلَّها، ولفظ مسلم في ‏صحيحه عن سلمة‏: ‏حتى ما خلق الله مِن شيء مِن لِقاح رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا خلَّفتُه وراء ظهري، واستلبتُ مٍنهـم ثلاثِينَ بُردةً‏‏.‏
(1)
_______________________________________

(1)-‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حاتم ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد بن أبي عبيد ‏ ‏قال : [[سمعت ‏ ‏سلمة بن الأكوع ‏ ‏يقول ‏
‏خرجت قبل أن يؤذن بالأولى وكانت ‏ ‏لقاح ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ترعى ‏ ‏بذي قرد ‏ ‏قال فلقيني غلام ‏ ‏لعبد الرحمن بن عوف ‏ ‏فقال أخذت ‏ ‏لقاح ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قلت من أخذها قال ‏ ‏غطفان ‏ ‏قال فصرخت ثلاث صرخات يا ‏ ‏صباحاه قال فأسمعت ما بين ‏ ‏لابتي ‏ ‏المدينة ‏ ‏ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم وقد أخذوا يستقون من الماء فجعلت أرميهم بنبلي وكنت راميا وأقول ‏ ‏أنا ‏ ‏ابن الأكوع ‏
‏واليوم يوم ‏ ‏الرضع ‏
‏وأرتجز حتى استنقذت اللقاح منهم واستلبت منهم ثلاثين بردة قال وجاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والناس فقلت يا نبي الله قد حميت القوم الماء وهم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال ‏ ‏يا ‏ ‏ابن الأكوع ‏ ‏ملكت ‏ ‏فأسجح ‏ ‏قال ثم رجعنا ويردفني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ناقته حتى دخلنا ‏ ‏المدينة ]]

**فتح الباري بشرح صحيح البخاري / كتاب : المغازي / باب :- غزوة ذي قرد وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي

 

 



معني بعض مفردات الحديث



قوله : ( وكانت لقاح رسول الله ترعى بذي قرد ) ‏
اللقاح بكسر اللام وتخفيف القاف ثم مهملة . ذوات الدر من الإبل واحدها لقحة بالكسر وبالفتح أيضا , واللقوح الحلوب . وذكر ابن سعد أنها كانت عشرين لقحة , قال . وكان فيهم ابن أبي ذر وامرأته فأغار المشركون عليهم فقتلوا الرجل وأسروا المرأة . ‏


قوله : ( وأقول : أنا ابن الأكوع , واليوم يوم الرضع ) ‏
بضم الراء وتشديد المعجمة جمع راضع وهو اللئيم , فمعناه اليوم يوم اللئام أي اليوم يوم هلاك اللئام , والأصل فيه أن شخصا كان شديد البخل , فكان إذا أراد حلب ناقته ارتضع من ثديها لئلا يحلبها فيسمع جيرانه أو من يمر به صوت الحلب فيطلبون منه اللبن , وقيل : بل صنع ذلك لئلا يتبدد من اللبن شيء إذا حلب في الإناء أو يبقى في الإناء شيء إذا شربه منه , فقالوا في المثل " ألأم من راضع " وقيل : بل معنى المثل ارتضع اللؤم من بطن أمه , وقيل : كل من كان يوصف وباللؤم يوصف بالمص والرضاع , وقيل : المراد من يمص طرف الخلال إذا خل أسنانه , وهو دال على شدة الحرص . وقيل : هو الراعي الذي لا يستصحب محلبا , فإذا جاءه الضيف اعتذر بأن لا محلب منه , وإذا أراد أن يشرب ارتضع ثديها . وقال أبو عمرو الشيباني : هو الذي يرتضع الشاة أو الناقة عند إرادة الحلب من شدة الشره . وقيل : أصله الشاة ترضع لبن شاتين من شدة الجوع . وقيل : معناه اليوم يعرف من ارتضع كريمة فأنجبته ولئيمة فهجنته . وقيل : معناه اليوم يعرف من أرضعته الحرب من صغره وتدرب بها من غيره . وقال الداودي : معناه هذا يوم شديد عليكم تفارق فيه المرضعة من أرضعته فلا تجد من ترضعه


قوله : ( فقال يا ابن الأكوع ملكت فأسجح ) ‏
بهمزة قطع وسين مهملة ساكنة وجيم مكسورة بعدها مهملة , أي سهل . والمعنى قدرت فاعف . والسجاحة السهولة .


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day