البحث
نبوءته صلى الله عليه وسلم عن زينب رضي الله عنها بأنها أول أزواجه لحوقاً به
أخرج مسلم في صحيحه فقال: حديثنا محمود بن غيلان أبو أحمد ثنا الفضل ابن موسى السيناني أنا طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يدا قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت: فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق.
*درجة الحديث:
الحديث صحيح: اتفق عليه الشيخان.
* تحقق النبوءة:
هكذا وقع كما أخبر به الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم فإن أول من لحقت النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هي سيدتنا زينب بنت جحش رضي الله عنها وهي التي كانت أطويلة الباع صناعة اليد تدبغ وتحرز وتفتل وتعمل نعالاً أو شسعاً أو قربة أو إداوة لكي تنفق بذلك في سبيل الله عز وجل.
وقد يستشكل على ذلك سياق حديث البخاري والنسائي حيث يوهم أن مصداق الحديث هو سيدتنا سودة رضي الله عنها ولفظه « فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فعلمنا بعد إنما طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقاً به وكانت تحب الصدقة».
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: قال ابن بطال: هذا الحديث سقط منه ذكر زينب لاتفاق أهل السير على أن زينب أول من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال السيوطي رحمه الله تعالى: عندي أنه وقع في الرواية تقديم وتأخير وسقط لفظ زينب.
وقال النووي رحمه الله تعالى: معنى الحديث أنه ظن أن المراد بطول اليد طوف اليد الحقيقة وهي الجارحة فكن يذرعن أيديهن بقصبة فكانت سودة أطولهن جارحة وكانت زينب أطولهن يدا في الصدقة وفعل الخير فماتت زينب أولهن فعلوا أن المراد طول اليد في الصدقة والجود، قال أهل اللغة: يقال: فلان طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحاً وجوداً، وفيه معجزة باهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومنقبة ظاهرة لزينب ووقع هذا الحديث في كتاب الزكاة من البخاري بلفظ متعقد يوهم أن أسرعهن لحاقاً سودة وهذا الوهم باطل.
أهم المصادر والمراجع:
- نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ما تحقق منها وما يتحقق: فضيلة الدكتور محمد ولي الله عبدالرحمن الندوي.