البحث
مواقف الصحابة المشرقة في الدفاع عن رسول الله -مالك بن سنان و خبيب
مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يمص دم النبي صلى الله عليه وسلم
روي مرسلاً أنَّ مالكًا أخذ يمص دم النبي صلى الله عليه وسلم لما جرح حتى أنقاه .
فقال له صلى الله عليه وسلم : مجه . قال : والله لا أمجه أبدًا ثم أدبر .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : }من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا {فاستشهد .[ دلائل النبوة لليبيهقي (3/303) ]
أعمى يقتل جاريته لسبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان رجلاً أعمى على عهد رسول الله وكانت له جارية تزوجها ورزق منها بولدين ، وكانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع فيه ، فينهاها فلا تنتهي ، ويزجرها فلا تنزجر ، قال : فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ سيفًا قصيرًا فوضعه في بطنها واتكأ عليها حتى قتلها ، فلما أصبح ذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال : أنشد الله رجلاً فعلَ ما فعلَ ، لي عليه حق إلا قام . فقام الأعمى يتخطى رقاب الناس ، وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! أنا صاحبها ، كانت تشتمك وتقع فيك ، فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجرها فلا تنزجر ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، وكانت بي رفيقة ، فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم : }ألا اشهدوا أنَّ دمها هدر {.[ رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني ]
يقول قائلهم : سبَّ أبي .. سبَّ أمي ولا تسبوا رسول الله .
ولما كان يوم مؤتة برز رجل كافر من قضاعة يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرز إليه رجل من المسلمين فقال : يا هذا ، أنا فلان بن فلان ، وأمي فلانة ، وأنا من بني فلان ، فسبني وسب والدي ، وسب عشيرتي ، واكفف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما أغراه . فقال المسلم : لتنتهين أو لأرجلنك بسيفي . فلم ينته . فشد عليه المسلم بسيفه فضربه وضربه القضاعي فقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عجبت لرجل نصر الله ورسوله بالغيب .
[ تاريخ دمشق (68/90) ]
خبيب الحبيب يقول : والله ما يسرني أني في أهلي وأن محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه.
هذا خبيب بن عدي يأسره كفار قريش في إحدى السرايا، ويرسلونه لمكة، فقرروا قتله ثأرا لمن قتله خبيب في غزوة بدر، فطلب منهم أن يصلي ركعتين قبل صلبه وقتله, فلما انفتل من صلاته ووضعوه وصلبوه :
قال له أبو سفيان : أيسرك أن محمدًا عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك ؟ فقال : لا والله ما يسرني أني في أهلي ، وأنَّ محمدا في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه .
فبهت الذي كفر، وَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
حتى الكلمة التي رجوها في النيل منه صلى الله عليه وسلم لم يحصلوا عليها وأنى لهم ذلك مع صحابي يتعبد الله تعالى بمحبة رسوله أكثر من نفسه .
ويعليها شامخة :
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مـصرعي
فقال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحبُ أحدًا كحب أصحاب محمد محمدًا ".