البحث
بِدَايَّة التَّغَيُّر إِتِّبَاع الْحَبِيْب
بِدَايَّة التَّغَيُّر إِتِّبَاع الْحَبِيْب
الَي كُل غَيُوْر وَلِكُل مُخْلِص ......,,
وَأَيْضا حَالِم أَنْت الْرَّجُل الْتَّارِيْخِي أَنْت الَّذِي سَتَقُوْد الْأُمَّة...,,,,
أَنْت الَّذِي سَتُغَيِّر وَاقِع الْأُمَّة أَنْت الَّذِي سَتُكْتَب عَنْه غَدا كُتِب الْتَّارِيْخ ....,,,
وَيَقْرَأ أَخْبَارِه أَوْلَادِنَا وَأَحْفَادِنا,
فَكُل وَاحِد مِنَّا مُطَالَب بِأَن يَكُوْن هُو الْرَّجُل الْتَّارِيْخِي فِي مَجَالِه وَنِطَاقَه ......,,,
وَعَلَى قَدْر عَطَائِه وَاسْتِطَاعَتِه....
وَعِنْدَمَا يَسْتَشْعِر كُل وَاحِد مِنَّا بِأَنَّه هُو الْرَّجُل الْتَّارِيْخِي .....
وَالْمُنْقِذ لِهَذِه الْأُمَّة عِنْدَهَا سَيَتَحَقَّق كُل مَا غَاب عَن بَال الْبَائِسِيِن وَالمُحْبِطِين مِن هَذِه الْأُمَّة.....,,
يُحَدِّد الْإِمَام "ابْن الْقَيِّم" الْسَّبَب الرَئِيْس وَرَاء الْسُّلُوكِيَّات الْبَعِيْدَة عَن الْدِّيْن،
فَيَقُوْل: "إِن الْنَّاس يُؤْمِنُوْن بِالْإِسْلَام، لَكِن إِيْمَانَهُم بِه هُو إِيِمَان مُجَمْلْ يُتَرْجُمُونَه فِي أَلْفَاظ، وَلَا يُعَبِّرُوْن عَنْه فِي حَقَائِق"،
قَال تَعَالَى: ﴿ وَمَاأَكْثّر الْنَّاس وَلَو حَرَصْت بِمُؤْمِنِيْن ﴾ [يُوَسُف: 103].
مِن هُنَا يُمْكِن الْقَوْل بِأَن الْسَبَب الأَسّاس وَرَاء انْحِرَاف الْنَّاس عَن الْدِّيْن، وَعَدَم مُطَابَقَة سُلُوْكِيّاتَّهَم لِعَقِيْدَتِهِم هُو أَنَّهُم لَا يَعْرِفُوْن حَقِيقَةَ الْإِيمَان،
وَلَا قَامُوْا بِه ، فَمِنْهُم مَن جَعَل الْإِيْمَان بِمَا هُو نَقِيَّضِه،...
وَمَا لَا يَدْخُلُ فِيه، وَمِنْهُم مَن جَعَلَه أَحَد شُرُوْطِه فَقَط، وَمِنْهُم مَن اشْتَرَط فِيْه مَا لَيْس مِنْه.
الْإِيْمَان الْحَقِيقِي كَمَا يَقُوْل"ابْن الْقَيِّم" وَرَاء ذَلِك كُلِّه:
"إِنَّه حَقِيْقَة مُرَكَّبَة مِن مَعْرِفَة مَا جَاءَبِه الْرَّسُوْل - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - وَالْتَّصْدِيْق بِه عَقْدا، وَالْإِقْرَار بِه نُطْقا،
وَالانْقِيَاد لَه مَحَبَّة وَخُضُوْعا، وَمُتَابَعَتِه وَالْعَمَل بِه بَاطِنا وَظَاهِرا، وَتَّنْفَيَذَهُ وَالدَعْوّة إِلَيْه بِحَسَب الْإِمْكَان، وَعَدَم الالْتِفَات إِلَى مَا جَاء بِه غَيْرُه، ....
وَأَن يَكُوْن كَمَالِه فِيُّ الحُب فِي الْلَّه وَالْبُغْض فِي الْلَّه، وَالْعَطَاء لِلَّه وَالْمَنْع لِلَّه، وَأَن يَكُوْن الْلَّه وَحْدِه إِلَهَه وَ مَعْبُوْدَه ،
وَأَن يُحِب مَن أَحَب مَا جَاء بِه الْرَّسُوْل - صَلَّى الْلَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم" إِنَّه الْإِيْمَان الْقَائِم عَلَى الْحَقَائِق لَا الْأَلْفَاظ.
رَبَط الْإِمَام "ابْن الْقَيِّم" – كُما نَتَصُوّر - بَيْن مَسْأَلَة الْمُطَابَقَة بَيْن العَقِيْدَة وَالْسُّلُوك، وَبَيْن مَسْأَلَة ظَاهِر الْإِيمانُ وَبَاطِنّه،
فَيَقُوْل فِي ذَلِك: "الإِيْمَان لَه ظَاهِر وَبَاطِن: الْظَّاهِر مِنَ الْدِّيْن لَا بُد لَه مِن بَاطِن يُحَقِّقُه وَيُصَدِّقُه وَيُوَافِقُه، وَبَاطِن الْدِّيْن لَا بُد لَه مَنْ ظَاهَر يُحَقِّقُه وَيُصَدِّقُه وَيُوَافِقُه.
وَمَن قَام بِظَاهِر الْدِّيْن مِن غير تَصّديق بِالْبَاطِن، فَهُو مُنَافِق، وَمَن ادَّعَى بَاطِنا يُخَالِف ظَاهِرا، فَهُو كَافِر وَمُنَافِق، بَلَلا بَد أَن يُحَقِّق بَاطِن الْدِّيْن ظَاهِرُه وَيُصَدِّقُه وَيُوَافِقُه،
وَلَا بُد أَن يُوَافِق ظَاهِر الّدَيْنْ بَاطِنّه وَيُصَدِّقَه وَيُحَقِّقَه، فَكَمَا أَن لِلْإِنْسَان رُوْحا وَبَدَنا مُتَّفِقَيْن- فَلَا بَدَّ لدِّين الْإِنْسَان مِن ظَاهِر وَبَاطِن يَتَّفِقَان".
"الْمُطَابَقَة بَيْن الْقَوْل وَالْفِعْل، وَبَيْن الْعَقِيْدَة وَالْسُّلُوك"،
لَيُسَهِيْنا وَلَا طَرِيْقَا مُعَبَّدا، وَأَنَّه فِي حَاجَة إِلَى رِيَاضَة وَجُهَد وُمُحَاوَلَة،
وَأَن السَبِيْل الْوْحِيد لِتَحْقِيْق هَذِه الْمُطَابَقَة هُو الْصِّلَة بِالْلَّه، وَالاسْتِعَانَة بِهَدْيِه، وَاسْتِمِدَادُ الْقُوّة مِنْه......
( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة/163
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " أخرجه مسلم ( 16 )
التوحيد هو تحقيق معنى شهادة ( أن لا إله إلا اله وأن محمدا رسول الله ) ، الذي هو حقيقة دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم..
اجعل من التوحيد ركيزة لكل حركاتك و سكناتك و كلماتك ...
املأ قلبك بـ (لا إله إلا الله ) ..
لنكن من ارباب القلوب الحيه المتوكله على الله .. فلا تجعل حياتك سقيمه تعلق الآمال على غير الله ...
قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم ((ثلاث من كُنَّ وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما, وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله, وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار) [رواه البخارى].
هل استشعرت حب الله و رسوله في قلبك ؟؟
كيف لك أن تشعر ذلك ؟؟
فمحبة الله أن توحد الله, لا تشرك به شيئًا,
ألا تخاف أحدًا غير الله مهما علا سلطانه, ونفذت كلمته, وعلا منصبه,
قال تعالى: ( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَىُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ( (الأنعام: 81).
إن التحقق بهذا المعنى أن تكون قويًّا شجاعًا لا تخاف فى الله لومة لائم,
ولا تخاف من إنس ولا جان, ولا أى شىء سوى الله (عز وجل),
فمن خاف شيئًا سوى الله تمثل له ذلك الشىء المخوف فى قبره فيفزعه إلى قيام الساعة, ومن خاف الله هابه كل شىء..
وانظر إلى قوة إيمان عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) كيف أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فيه: (والذى نفسى بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فَجِّكَ) [رواه الشيخان].
ولك فى أبيك إبراهيم (عليه السلام) أسوة حسنة؛ لأنه سمَّانا المسلمين من قبل, لم يخف من بطش الكهان, ولا لعنة الأوثان,
إن قوة الإيمان والثبات على التوحيد جديران أن يحققا للأمة مجدها الذى كان عليه السلف الصالح.. ولما عرض للنيران لم يخف لهيب النار؛ لأن نور التوحيد أبطل خاصية الإحراق فيها..
ولم يلتفت لجبريل (عليه السلام) حينما تعرض له؛ لأن قلبه كان مشغولاً بالله عما سواه,
فقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما), ولم يقل: (من ما)؛ لأن (ما) هنا تتعدى للعاقل وغير العاقل.. فهذا الخليل لم يلتفت نفسًا إلى جبريل ولا إلى النار.