1. المقالات
  2. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ نداءُ اللهِ تعالَى للمؤمِنينَ :علي بن نايف الشحود
  3. النداء السابع و العشرون : تحريم اتخاذ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

النداء السابع و العشرون : تحريم اتخاذ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

المقال مترجم الى : English

 

تحريم اتخاذ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ

 

 

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا} (144) سورة النساء

يَنْهَى اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ عَنْ أَنْ يَتَخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ لَهُمْ ، مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ ، يُصَاحِبُونَهُمْ وَيُصَادِقُونَهُمْ ، وَيُنَاصِحُونَهُمْ ، وَيُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ ، وَيُفْشُونَ إلَيْهِمْ أَحْوَالَ المُؤْمِنِينَ البَاطِنَةَ .

وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذَلِكَ جَعَلُوا للهِ عَلَيْهِمْ حُجَّةً بَيِّنَةً وَعُذْراً فِي عُقُوبَتِهِ إِيّاهُمْ . ( وَالمُرَادُ هُنَا النُّصْرَةُ بِالقَوْلِ وَالفِعْلِ بِمَا يَكُونُ فِيهِ ضَرَرُ المُسْلِمِينَ ) .

إنها العودة إلى نداء الذين آمنوا ، بالصفة التي تفرقهم وتميزهم ممن حولهم . والتي بها يتميز منهجهم وسلوكهم وواقعهم . والتي بها يستجيبون للنداء كذلك ويطيعون التوجيهات .

نداء لهم بهذه الصفة أن يحذروا سلوك طريق المنافقين ، ويحذروا أن يتولوا الكفار من دون المؤمنين . . وهو نداء لا بد كانت هناك حاجة إليه في المجتمع المسلم يومذاك . حيث كانت الصلات ما تزال قائمة في المجتمع بين بعض المسلمين واليهود في المدينة؛ وبين بعض المسلمين وقرابتهم في قريش - ولو من الناحية النفسية - ونقول « بعض المسلمين » لأن هناك البعض الآخر؛ الذي فصم كل علاقاته بالمجتمع الجاهلي - حتى مع الآباء والأبناء - وجعل العقيدة وحدها هي آصرة التجمع ووشيجة الرحم؛ كما علمهم الله .

وذلك البعض هو الذي كانت الحاجة قائمة لتنبيهه إلى أن هذا هو طريق النفاق والمنافقين - بعد تصوير النفاق والمنافقين تلك الصور الزرية المنفرة البغيضة - وتحذيره من التعرض لغضب الله وبطشه ونقمته : { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً؟ }

ولا يفرَق قلب المؤمن ويرتجف أكثر من فرقه وارتجافه من التعرض لبطش الله ونقمته . . ومن ثم جاء التعبير في صورة الاستفهام . . ومجرد التلويح بالاستفهام يكفي في خطاب قلوب المؤمنين!

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day