البحث
5- الإيمان باليوم الآخر
2387
2012/11/10
2024/10/07
5- الإيمان باليوم الآخر
وهو التصديق الجازم بيوم القيامة الكبرى الذي لا يوم بعده ، قال تعالى : ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (الفاتحة : 4) ، ويتضمن الإيمان به الإيمان بكل ما يكون بعد الموت من :
- سؤال الملَكين منكر ونكير للميت، قال النبي صلى الله عليه وسلم :( قال الله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾(إبراهيم : 27)، قَالَ نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ فَيُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ وَنَبِيِّي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَذَلِكَ قوله عز وجل: ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾)متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ ، فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ، لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ، فَيُقَالُ : انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا فِي الْجَنَّةِ .
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا . وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ ، فَيُقَالُ لَهُ : مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ ؟ فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي ، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَيُقَالُ لَهُ : لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً ، فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ)متفق عليه .
ثم يُنَعَّم أهل الطاعة ، ويُعذَّبُ من كان مستحقاً له من أهل المعصية والفجور ، قال الله تعالى : ﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ، النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾(غافر : 45 ، 46)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :(إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ يُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) متفق عليه .
ويحصل السؤال والنعيم أو العذاب لمن كان مستحق لهما قُبِرَ أو لم يقبر ، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ، أو غرق في البحر أو غير ذلك ، وهذا النعيم أو العذاب يكون للروح والبدن جميعاً ، فتنعم الروح أو تعذب متصلة بالبدن ، فيكون النعيم والعذاب عليهما جميعاً كما أنه قد تنعم الروح أو تعذب أحياناً منفصلة عن البدن .
-البعث بعد الموت: وهو إحياء الله الموتى وإخراجهم من قبورهم ، فيجمع الله أجساد الأموات التي تحللت ويعيدها بقدرته كما كانت ثم يعيد الأرواح إليها، قال تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾(المؤمنون : 15 ،17)، وقال: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾(التغابن : 7)، وقال : ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ،قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ﴾(يس : 78 ، 79)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)متفق عليه،وهذا بخلاف الأنبياء فإن الله حرم أجسادهم على الأرض كما تقدم .
-الحشر: وهو سياق الخلائق بعد بعثهم إلى أرض المحشر ، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ﴾ (ق : 44) ، وقال تعالى: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾(الكهف : 47)، وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾(إبراهيم : 48)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً) متفق عليه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (يَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ)متفق عليه.
وفيه يُقْضَى بين الخلائق ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ)رواه مسلم.
ثم يحاسب المكلفون ، وتوزن أعمالهم بميزان حقيقي له لسان وكفتان ، فيرجح بمثقال ذرة من خير أو شر ، قال تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾(الأنبياء : 47)، فمنهم آخذ كتابه بيمينه ومنهم آخذه بشماله (سورة الحاقةالآيات 18-34) ، ثم يضرب الجسر على متن جهنم يَرِدُه الأولون والآخرون وهو طريقهم إلى الجنة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :(.. ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ قَالَ مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا)رواه البخاري .
ثم إلى الجنة وهي دار الثواب الأبدي لمن أطاع الله ، وقد أعد الله لأهلها فيها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
أو إلى النار وهي دار العقاب لمن شاء الله تعذيبه من عصاة الموحدين الذين يبقون فيها بقدر ذنوبهم ثم مآلهم إلى الجنة، والدار الأبدية للكافرين والمشركين والمنافقين النفاق الاعتقادي .
ويتضمن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما يكون قبل القيامة مما يسمى بأشراط الساعة وعلاماتها ؛ من كثرة القتل ، والزلازل ، والخسوف ، وخروج المسيح الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وغير ذلك من العلامات التي جاء بها الخبر عن الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم .