We use cookies to make our site work well
for you and so we can continually improve it.
The cookies that are necessary to
keep the site functioning are always on
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمن الهذلي المكي المهاجري البدري، حليف بني زهرة.
كان رضي الله عنه عبد الله بن مسعود قصيرا جدا طوله نحو ذراع خفيف اللحم دقيق الرجلين. يقال أن عبد الله سادس من أسلم. وقد هاجر الهجرتين وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد مع رسول الله وهو الذي أجهز على أبي جهل.
وأمه هي أم عبد بنت عبدود بن سوى، من بني زهرة.
قصة إسلامه:
أسلم عبد الله بن مسعود رضي الله وقد كان كان يرعى غنم عقبة بن أبي معيط، وكان سبب إسلامه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلب من غنمه شاة حائلا.. وعن عبد الله بن مسعود قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط...
لما قدم عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة على قريش ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم النجاشي بما يكرهون وأسلم عمر بن الخطاب وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة حتى غاظوا قريشا فكان عبد الله بن مسعود يقول ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما اسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه قلت وثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال ما زلنا أعزة منذ اسلم عمر بن الخطاب وقال زياد البكائي حدثني مسعر بن كدام عن سعد بن ابراهيم قال قال ابن مسعود إن اسلام عمر كان فتحا وإن هجرته كانت نصرا وإن إمارته كانت رحمة ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه.
عن ابن مسعود قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى النجاشي ونحن نحوا من ثمانين رجلا فيهم عبد الله بن مسعود وجعفر وعبد الله بن عرفطة وعثمان بن مظعون وأبو موسى فاتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فلما دخلا على النجاشي سجدا له ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله ثم قالا له إن نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا قال فأين هم قالا في أرضك فابعث اليهم فبعث اليهم فقال جعفر أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فسلم ولم يسجد فقالوا له مالك لا تسجد للملك قال إنا لا نسجد إلا لله عز وجل قال وما ذاك قال إن الله بعث الينا رسولا ثم أمرنا أن لا نسجد لاحد إلا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة قال عمرو فانهم يخالفونك في عيسى بن مريم قال فما تقولون في عيسى بن مريم وأمه قال نقول كما قال الله هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد قال فرفع عودا من الأرض ثم قال يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان والله ما يزيدون على الذي نقول فيه.
وعنه رضي الله عنه قال ما سمعت مناشدا ينشد أشد من مناشدة محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر جعل يقول اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ثم التفت وكأن شق وجهه القمر وقال كأني أنظر إلى مصارع القوم عشية رواه النسائي من حديث الاعمش به وقال لما التقينا يوم بدر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت مناشدا ينشد حقا له أشد مناشدة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره وقد ثبت إخباره عليه السلام بمواضع مصارع رؤس المشركين يوم بدر في صحيح مسلم.
ومر عبد الله بن مسعود بابي جهل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتمس في القتلى وقد قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني أنظروا إن خفي عليكم في القتلى إلى أثر جرح في ركبته فاني ازدحمت أنا وهو يوما على مأدبة لعبد الله بن جدعان ونحن غلامان وكنت اشف منه بيسير فدفعته فوقع على ركبته فحجش في أحدهما جحشا لم يزل أثره به قال ابن مسعود فوجدته بآخر رمق فعرفته فوضعت رجلي على عنقه قال وقد كان ضبث بي مرة بمكة فآذاني ولكزني...
يوم أحد:
عن عبد الله بن مسعود لما رآهم وقعوا في الغنائم: ما كنت أحسب أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الدنيا حتى كان اليوم
وعن ابن عباس قال: كان ابن مسعود يقول: ما شعرت أن أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد الدنيا وعرضها حتى كان يومئذ.
قال عبد الله بن مسعود كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فولى عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والانصار فنكصنا على اعقابنا نحوا من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عليهم السكينة قال ورسول الله صلى الله عليه على وسلم بغلته يمضي قدما فحادت به بغلته فمال عن السرج فقلت له ارتفع رفعك الله فقال ناولني كفا من تراب فضرب به وجوههم فامتلأت أعينهم ترابا قال أين المهاجرين والانصار قلت هم أولاء قال أهتف بهم فهتفت بهم فجاؤا سيوفهم بأيمانهم كأنها الشهب وولى المشركون أدبارهم.
يوم فتح مكة:
عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبا فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: " جاء الحق وما يبديء الباطل وما يعيد ". " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ". متفق عليه
في غزوة تبوك:
عن الحارث التيمي أن عبد الله بن مسعود كان يحدث قال: قمت من جوف الليل وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر فاتبعتها أنظر إليها فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وإذا عبد الله ذو البجادين المزني قد مات وإذا هم قد حفروا له ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وأبو بكر وعمر يدليانه إليه وهو يقول: [ أدنيا إلي أخاكما ] فدلياه إليه فلما هيأه لشقه قال: [ اللهم إني قد أمسيت راضيا عنه فارض عنه ] قال يقول عبد الله بن مسعود: يا ليتني كنت صاحب الحفرة.
عن عبد الله بن مسعود قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم اجتمعنا في بيت عائشة فنطر إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فدمعت عيناه ثم قال لنا: قد دنا الفراق و نعى إلينا نفسه ثم قال: مرحبا بكم حياكم الله هداكم الله نصركم الله نفعكم الله وفقكم الله سددكم الله وقاكم الله أعانكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله و أوصي الله بكم و أستخلفه عليكم إني لكم منه نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده و بلاده فإن الله قال لي و لكم: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين } و قال: {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}
قلنا: فمن يصلي عليك يا رسول الله؟ فبكى و بكينا و قال: مهلا غفر الله لكم و جزاكم عن نبيكم خيرا إذا غسلتموني و حنطتموني و كفنتموني فضعوني على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعة فإن أول من يصلي علي خليلاي و جليساي جبريل و ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنود من الملائكة عليهم السلام و ليدأبالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم ادخلوا علي أفواجا و فرادى و لا تؤذوني بباكية و لا برنة و لا بصيحة و من كان غائبا من أصحابي فأبلغوه عني السلام و أشهدكم بأني قد سلمت على من دخل في الإسلام و من تابعني في ديني هذا منذ اليوم إلى يوم القيامة.
وعن عبد الله بن مسعود وجعلت وفود العرب تقدم المدينة يقرون بالصلاة ويمتنعون من أداء الزكاة ومنهم من امتنع من دفعها إلى الصديق وذكر أن منهم من احتج بقوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم قالوا فلسنا ندفع زكاتنا الا إلى من صلاته سكن لنا وأنشد بعضهم... أطعنا رسول الله إذ كان بيننا... فواعجبا ما بال ملك أبي بكر...
وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم ثم هم بعد ذلك يزكون فامتنع الصديق من ذلك وأباه وقد روى الجماعة في كتبهم سوى ابن ماجه عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب قال لابي بكر علام تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها فقال أبو بكر والله لو منعوني عناقا وفي رواية عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم على منعها إن الزكاة حق المال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة قال عمر فما هو الا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق.
يشهد جنازة أبى ذر:
عن عبد الله بن مسعود قال: لما نفي عثمان أبا ذر إلى الربذة و أصابه بها قدره لم يكن معه أحد إلا امرأته و غلامه فأوصاهما أن اغسلاني و كفناني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به و أقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمار فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها و قام إليهم الغلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأعينونا على دفنه قال: فاستهل عبد الله يبكي و يقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: تمشي وحدك وتموت وحدك و تبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه ثم حدثهم عبد الله بن مسعود حديثه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى تبوك ].