البحث
أخلاق أخرى رائعة
1- لم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان:
عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر فآذاه، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثانية فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أَوَجَدْتَ[1] عليَّ يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُكَذِّبُهُ بِمَا قَالَ لَكَ، فَلَمَّا انْتَصَرْتَ وَقَعَ الشَّيْطَانُ، فَلَمْ أَكُنْ لأَجْلِسَ إِذْ وَقَعَ الشَّيْطَانُ"[2].
2- افتح له وبشره بالجنة:
عن أبي موسى رضي الله عنه أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم عود يضرب به بين الماء والطين، فجاء رجل يستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ". فذهبت فإذا أبو بكر، ففتحت له وبشرته بالجنة. ثم استفتح رجل آخر، فقال: "افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ". فإذا عمر، ففتحت له وبشرته بالجنة. ثم استفتح رجل آخر، وكان متكأً فجلس فقال: "افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ أَوْ تَكُونُ". فذهبت فإذا عثمان، ففتحت له وبشرته بالجنة، فأخبرته بالذي قال، قال: الله المستعان[3].
3- ارجع فصل فإنك لم تصل:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ". فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ" ثَلاَثًا. فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسنُ غيره فعلِّمني. فقال: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا"[4].
4- اللهم حوالينا ولا علينا:
عن أنس بن مالك قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، قحط المطر، فادعُ الله أن يسقينا. فدعا فمُطِرنا، فما كدنا أن نصل إلى منازلنا فما زلنا نُمطر إلى الجمعة المقبلة. قال: فقام ذلك الرجل أو غيره، فقال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يصرفه عنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا". قال: فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينًا وشمالاً يمطرون ولا يمطر أهل المدينة[5].
5- النظافة:
عن جابر بن عبد الله قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى رجلاً شعثًا قد تفرَّق شعره، فقال: "أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسَكِّنُ بِهِ شَعْرَهُ". ورأى رجلاً آخر وعليه ثياب وسخة، فقال: "أَمَا كَانَ هَذَا يَجِدُ مَاءً يَغْسِلُ بِهِ ثَوْبَهُ"[6].
6- غارت أمكم:
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بِصَحْفَةٍ[7] فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يدَ الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: "غَارَتْ أُمُّكُمْ". ثم حبس الخادم حتى أُتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسِرَت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كَسَرَت[8].
7- فإذا عيناه تذرفان:
عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ". قلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "نَعَمْ". فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]. قَالَ: "حَسْبُكَ الآنَ". فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان[9].
[1] أي: غضبت.
[2] رواه أبو داود (4896)، وأحمد (9622)، وقال الألباني: حسن. انظر صحيح الجامع (6758).
[3] البخاري: كتاب الأدب، باب من نكت العود في الماء والطين (5862)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه (5862).
[4] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم (724)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (397).
[5] البخاري: كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء على المنبر (969)، ومسلم: كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء (897).
[6] أبو داود: كتاب اللباس، باب في غسل الثوب (4062)، وابن حبان (5483).
[7] الصحفة: إناء من آنية الطعام. والجمع: صحاف.
[8] البخاري: كتاب النكاح، باب الغيرة (4)، والنسائي (3955)، وأحمد (11589).
[9] البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب قوله المقرئ للقارئ حسبك (4763).