البحث
أما آن أن نهاجر ... !؟
في سنة ست عشرة من الهجرة كان ذلك القرار الميمون بمرسوم عمري طاهر يحكي طهارة ذلك الجيل الذي رباه النبي صلى الله عليه وسلم فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصدر أمراً أن يتعامل المسلمون بالتأريخ الهجري ويتركوا ما سواه من التأريخ، فغدا التأريخ الهجري هو التأريخ المقدم عند المسلمين، يردون إليه ويصدرون عنه. إخواننا ... أخواتنا ... أما آن لنا نحن أيضا أن نهاجر!؟ ،نهاجر بقلوبنا وأفئدتنا إلى الله عزوجل. أخي: كم تمر على المسلم الأعوام والحال هي هي!! لا يتغير ولا يتبدل عما هو فيه من غفلة وقسوة في القلب ومعاص بلغت عنان السماء، أوامر الرحمن معطلة وأوامر الشيطان تنفذ انشغل الناس بالمعاصي، فإذا كان العام الهجري الجديد، قالوا: هذا هو العام الجديد. إن هذا العام الذي ولى مدبرًا قد ذهب ظرفه وبقي مظروفه بما أودع فيه العباد من الأعمال، وسيرى كل عامل عمله يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً}[آل عمران: 30]. أخي: هذه فرصة جديدة لك إن قُدر لك أن تحيا هذا العام الجديد، فليكن لك من نفسك رقيباً، فإن الله تعالى محص عليك أعمالك إن كانت خيراً أو شراً،قال صلى الله عليه وسلم:«إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» [رواه مسلم]. يسر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يَفعَلُ يُرَدُّ الفتى بعد اعتدال وصحة *** ينوء إذا رام القيام ويحمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عمل ولا حساب وغدًا حساب ولا عمل". فلننو الآن ونعاهد الله -جل وعلا- على فتح صفحة جديدة في حياتنا ...صفحة لا يكتب فيها إلا الصالحات ..صفحة نملؤها بالطاعات وترك المنكرات وتبديل السيئات إلى حسنات وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى. :