1. المقالات
  2. مقالات و خواطر
  3. من حقوق المصطفى – توقير آل بيته (الجزء الاول )

من حقوق المصطفى – توقير آل بيته (الجزء الاول )

تحت قسم : مقالات و خواطر
804 2021/01/17 2024/11/15

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما).

أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى واحذروه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن من حقوق النبي ﷺ وأصولِ اعتقاد أهل 

السنة والجماعة؛ توقيرَ آل بيته، ومحبتَهم، وتوليهم، وحفظَ وصية النبي ﷺ فيهم.

والأدلة على هذا الأصل كثيرة، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قام رسول الله ﷺ يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خُـمًّـــاأولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به).


قال ابن تيمية رحمه الله: ولا ريب أن لآل محمد ﷺ حقاً على الأمة لا يشرَكُهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أن قريشاً يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر أجناس بني آدم، وهذا على مذهب الجمهور الذين يرون فضل العرب على غيرهم، وفضل قريش على سائر العرب َوفضل بني هاشم على سائر قريش، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره.[5]


أيها المؤمنون، وزوجات النبي ﷺ داخلات في آل البيت بنص القرآن، قال تعالى )إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾، قال ابن كثير رحمه الله: وهذا نص في دخول أزواج النبي ﷺ في أهل البيت هـٰهنا، لأنهن سبب نزول هذه الآية. انتهى.


أيها المسلمون، وآل بيت النبي ﷺ تحرم عليهم الصدقة، وقد حرَّمها الله عليهم تعظيما لقدْرهم، لأن الصـدقة أوساخ الناس، قال ﷺ : إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس.[7]


وآل بيت النبي ﷺ الذين تحرم عليهم الصدقة فَخِذان؛ بنو هاشم بن عبد مناف، وبنو الـمطلب بن عبد مناف.
أيها المؤمنون، ومن دلائل توقير آل البيت أن النبي ﷺ علَّم أمته أن يقولوا في التشهد:
فحث على كتاب الله ورغَّب فيه، ثم قال: (وأهل بيتي، وأُذكِّــرُكم الله في أهل بيتي، أُذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي).

فقيل لزيد: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟

قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُـرِم الصدقة بعده.[2]

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: (ارقبوا محمداً ﷺ في أهل بيته)[3]، ومعنى قوله (ارقبوا) أي احفظوا.

والأحاديث في فضائل آل بيت النبي ﷺ ومناقبهم كثيرة جداً، وهي مبسوطة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها من كتب الحديث.[4]

ثم ذكر رحمه الله حديث واثلة بن الأسقع الذي دل على التفضيل المذكور، ونصه: قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.[6]

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.[8]

فهل بعد الدعاء لهم في الصلوات الخمس توقير أفضل من هذا التوقير؟!

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه كان للتوابين غفورا.


المراجع

  1. «خُـم» موضع بين مكة والمدينة، فيه ماء.
  2. رواه مسلم (2408).
  3. رواه البخاري (3713)
  4. انظر «الصحيح المسند من فضائل آل بيت النبوة» لأم شعيب الوادعية، الناشر: دار الآثار – صنعاء.
  5. «منهاج السنة النبوية» (4/599).
  6. رواه مسلم (2276) وغيره.
  7. رواه مسلم (1072) عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث رضي الله عنه          .
  8. أخرجه البخاري (3370) ومسلم (406) عن كعب بن عُجرة رضي الله عنه.


المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day