البحث
سُنَّة الدعاء للمريض
الشافي هو الله عز وجل؛ فقد قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]، وعلى الرغم من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يتداووا من المرض؛ فإنه أكَّد أن أهمَّ وسائل العلاج هي طلبه من الله تعالى؛ لهذا كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم عند زيارة المريض أن يدعو له بالشفاء؛ ولهذا الدعاء صيغ كثيرة؛ فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ: "اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا".
وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: "مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ. إِلاَّ عُوفِيَ".
وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى جَنَازَةٍ".
ويمكن إذا لم تحفظ هذه الأدعية أن تكتفي بقول: "اللهمَّ اشفِ فلانًا". وتذكر اسم المريض؛ فقد روى مسلم عن سَعْدِ بْنِ أبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال عندما زاره وهو مريض: "اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا، اللهُمَّ اشْفِ سَعْدًا". ثَلاَثَ مِرَارٍ.
وهذه الأدعية لا تكون فقط سببًا في الشفاء؛ ولكنها -أيضًا- تُسْعِد المريض وتُطَمْئِنُه، فلنحرص على هذه السُّنَّة العظيمة.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].