1. المقالات
  2. أعمال القلوب
  3. طوبى لمن ماتت سيئاته وأحيا حسناته

طوبى لمن ماتت سيئاته وأحيا حسناته

تحت قسم : أعمال القلوب
2034 2016/03/12 2024/12/21

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، جني الحسنات وتجنب السيئات هي أهم وظائف المسلم في هذه الدنيا، فالأعمال يوم القيامة بالموازين، يقول الله تعالى: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ. فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ. فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ. نَارٌ حَامِيَةٌ} [القارعة:6-11]، ولذا ينبغي للمسلم أن يتزود من الأعمال الصالحة، ويسعى للاستثمار فيها، وعليه أيضا أن يمحو سيئاته، ويدحض كل ما يؤدي إليها.

حال الناس بعد الموت يتفاوت بخصوص الحسنات والسيئات، فالبعض تنتهي حسناته وتنتهي سيئاته، والبعض الآخر تبقى سيئاته وتبقى حسناته، ومجموعة من الناس تنتهي حسناتهم وتبقى سيئاتهم، والمجموعة الرابحة هي التي تنتهي سيئات أصحابها ويبقى لهم نهر متدفق من الحسنات الجارية، وفي هذا الصدد يقول الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى: "طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها" (إحياء علوم الدين:[2/74]).
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قال: «من دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثلُ أُجور من تَبِعه، لا ينقُص ذلك من أُجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه، لا ينقُصُ ذلك من آثامهم شيئًا» (رواه مسلم)، ولذا فالمسلم الذي يقدر الأمر حق قدره، ويتيقن من توابع السيئات، يتجنب نشر الآثام للغير، ويحرص كل الحرص على عدم المشاركة في السيئات الجارية، فلا ينشر المخالفات الشرعية، ولا يدل عليها، ويتوب إلى الله تعالى عما بدر منه من سوء، ولا يشترك في عمل يفضي به إلى تحمل أوزار غيره، فتستمر كتابة السيئات في صحيفته حتى وهو في قبره.

وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «سبعٌ يَجري للعبد أجرُهنَّ وهو في قبره بعد موته: مَن علَّم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته» (حسَّنه الألباني)، ولهذا فالمسلم الذي يسعى لرضوان الله تعالى ونعيم الجنة العظيم، يقتنص الفرص لترك إرثا وافرا من الحسنات الجارية، فينعم بفضلها في حياته وفي مماته، ومصادر الحسنات الجارية كثيرة، مثل المشاركة في بناء المساجد، بناء دور الأيتام، اهداء المصاحف للمساجد، ونشر العلوم الشرعية والنافعة، وتربية الأولاد تربية صالحة، ويدعم فرص الحسنات الجارية لإخوانه المسلمين فيشجعهم على المشاركة ويبين لهم فضلها ويتعاون معهم بشتى السبل لعمل مشروع خيري حسب الاستطاعة والمقدرة.

نسأل الله تعالى أن ينعم علينا برضوانه، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day