1. المقالات
  2. الجزء الرابع_زاد المعاد
  3. حرف الكاف

حرف الكاف

4291 2007/11/24 2024/11/15


حرف الكاف


كتاب للحمى قال المروزي بلغ أبا عبد الله أني حممت فكتب لي من الحمى رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله محمد رسول الله قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك   إله الحق آمين
قال المروزي وقرأ على أبي عبد الله وأنا أسمع أبو المنذر عمرو بن مجمع حدثنا يونس بن حبان قال سالت أبا جعفر محمد بن علي أن أعلق التعويذ فقال إن كان من كتاب الله أو كلام عن نبي الله فعلقه واستشف به ما استطعت قلت أكتب هذه من حمى الربع باسم الله وبالله ومحمد رسول الله إلى آخره قال اي نعم
وذكر أحمد عن عائشة رضي الله عنها وغيرها أنهم سهلوا في ذلك قال حرب ولم يشدد فيه أحمد بن حنبل قال أحمد وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جدا وقال أحمد وقد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البلاء قال أرجو أن لا يكون به بأس
قال الخلال وحدثنا عبد الله بن أحمد قال رأيت ابي يكتب التعويذ للذي يفزع وللحمى بعد وقوع البلاء كتاب لعسر الولادة قال الخلال حدثني عبد الله بن احمد قال رايت ابي يكتب للمراة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض او شيء نظيف يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله العالمين (يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ ) (   كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) قال الخلال أنبأنا أبو بكر المروزي أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال يا أبا عبد الله تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين فقال قل له يجيء بجام واسع وزعفران ورأيته يكتب لغير واحد


ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها فقالت يا كلمة الله ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه فقال يا خالق النفس من النفس ويا مخلص النفس من النفس ويا مخرج النفس من النفس خلصها قال فرمت بولدها فإذا هي قائمة تشمه قال فإذا عسر على المرأة ولدها فاكتبه لها وكل ما تقدم من الرقى فإن كتابته نافعة ، ورخص جماعة من السلف في كتابه بعض القرآن وشربه وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه كتاب آخر لذلك يكتب في إناء نظيف (إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت ) وتشرب منه الحامل ويرش على بطنها كتاب للرعاف كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله يكتب على جبهته (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر ) وسمعته يقول كتبتها لغير واحد فبرأ فقال ولا يجوز كتبتها بدم الراعف كما يفعله الجهال فإن الدم نجس فلا يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى كتاب آخر له خرج موسى عليه السلام برداء فوجد شعيبا فشده بردائه (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) كتاب آخر للحزاز ويكتب عليه (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت ) بحول الله وقوته كتاب آخر له عند اصفرار الشمس يكتب عليه (   يا أيها الذين    آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يوتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم ) كتاب آخر للحمى المثلثة يكتب على ثلاث ورقات لطاف بسم الله فرت بسم الله مرت بسم الله قلت ويأخذ كل يوم ورقة ويجعلها في فمه ويبتلعها بماء كتاب آخر لعرق النسا بسم الله الرحمن الرحيم اللهم رب كل شيء ومليك كل شيء وخالق كل شيء أنت خلقتني وأنت خلقت النسا فلا تسلطه علي بأذى ولا تسلطني عليه بقطع واشفني شفاء لا يغادر سقما لا شافي إلا أنت ، كتاب للعرق الضارب روى الترمذي في جامعة من حديث ابن عبا رضي الله عنهما أن رسول الله كان يعلمهم من الحمى ومن الأوجاع كلها أن يقولوا بسم الله الكبير اعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ومن شر حر النار كتاب لوجع الضرس يكتب على الخد الذي يلي الوجع بسم الله الرحمن الرحيم (قل هو الذي انشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) شاء كتب (وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم ) كتاب للخراج يكتب عليه (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ) كماة .. ثبت عن النبي أنه قال الكمأة من المن وماؤها شفاء    للعين أخرجاه في الصحيحين ..قال ابن الاعرابي الكمأة جمع واحده كمء وهذا خلاف قياس العربية فإن ما بينه وبين واحده التاء فالواحد منه بالتاء وإذا حذفت كان للجمع وهل هو جمع أو اسم جمع على قولين مشهورين قالوا ولم يخرج عن هذا إلا حرفان كمأة وكمء وجبأة وجبء وقال غير ابن الأعرابي بل هي على القياس الكمأة للواحد والكمء للكثير وقال غيرهما الكمأة تكون واحد وجمعا واحتج أصحاب القول الأول بأنهم قد جمعوا كمئا على على أكمؤ قال الشاعر:


( ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا % ولقد نهيتك عن بنات الأوبر )

 

وهذا يدل على أن كمء مفرد وكمأة جمع والكمأة تكون في الأرض من غير أن تزرع وسميت كمأة لاستتارها ومنه كمأ الشهادة إذا سترها وأخفاها والكمأة مخيفة تحت الأرض لا ورق لها ولا ساق ومادتها من جوهر أرضي بخاري محتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء وتنميه أمطار الربيع فيتولد ويندفع نحو سطح الأرض متجسدا ولذلك يقال لها جدري الأرض تشبيها بالجدري في صورته ومادته لأن مادته رطوبة دموية فتندفع   عند سن الترعرع في الغالب وفي ابتداء استيلاء الحرارة ونماء القوة وهي مما يوجد في الربيع ويؤكل نيئا ومطبوخا وتسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته وتنفطر عنها الأرض وهي من أطعمة اهل البوادي وتكثر بأرض العرب وأجودها ما كانت ارضها رملية قليلة الماء وهي أصناف منها صنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة يحدث الاختناق وهي باردة رطبة في الدرجة الثالثة رديئة للمعدة بطيئة الهضم وإذا أدمنت أورثت القولنج والسكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول والرطبة أقل ضررا من اليابسة ومن أكلها بالزيت والتوابل الحارة لأن جوهرها أرضى غليظ وغذاؤها رديء لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين وممن ذكره المسيحي وصاحب القانون وغيرهما ،وقوله الكمأة من المن فيه قولان أحدهما أن المن الذي على بنى إسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط بل أشياء كثيرة من الله عليهم بها من النبات الذي يوجد عفوا من غير صنعه ولا علاح ولا حرث فإن المن مصدر بمعنى المفعول أي ممنون به فكل ما رزقه الله العبد بغير كسب منه ولا علاج فهو من محض وإن كانت سائر نعمة منا منه على عبده فخص منها مالا كسب   له فيه ولا صنع باسم المن فإنه من بلا واسطة العبد وجعل سبحانه قوتهم بالتية الكمأة وهي تقوم مقام الخبز وجعل ادمهم السلوى وهو يقوم مقام اللحم وجعل حلواهم الطل الذي ينزل على الأشجار يقوم لهم مقام الحلوى فكمل عيشهم .

 

 

.وتأمل قوله الكمأة من المن الذي انزله الله على بني إسرائيل فجعلها من جملته وفردا من أفراده والترنجبين الذي يسقط على الأشجار نوع من المن ثم غلب استعمال المن عليه عرفا حادثا والقول الثاني أنه شبه الكمأة بالمن المنزل من السماء لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بزر ولا سقي فإن قلت فإن كان هذا شأن الكمأة فما بال هذا الضرر فيها ومن اين أتاها ذلك فاعلم أن الله سبحانه اتقن كل شيء صنعه وأحسن كل شيء خلقه فهو عند مبدأ خلقه بريء من الآفات والعلل تام المنفعة لما هيىء وخلق له وإنما تعرض له الآفات بعد ذلك بأمور أخر من مجاورة او امتزاج واختلاط أو أسباب أخر تقتضي فساده فلو ترك على خلقته الأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به لم يفسد ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه واحوال اهله حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه ولم تزل أعمال بنى آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام والأمراض والأسقام والطواعين والقحوط والجدوب وسلب بركات الأرض وثمارها ونباتها  وسلب منافعها او نقصانها أمورا متتابعة يتلو بعضها بعضا فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) ونزل هذه الآية على أحوال العالم وطابق بين الواقع وبينها وأنت ترى كيف تحدث من تلك الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان وكيف يحدث من تلك الآفات آفات آخر متلازمة بعضها آخذ برقاب بعض وكلما احدث الناس ظلما وفجورا أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم وأهويتهم ومياههم وأبدانهم وخلقهم وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكبر مما هي اليوم كما كانت البركة فيها أعظم وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت ايام العدل وهذه القصة ذكرها في مسنده على اثر حديث رواه وأكثر هذه ألأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة ثم بقيت بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم حكما قسطا وقضاء عدلا وقد أشار النبي إلى هذا بقوله في الطاعون إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام ثم ابقى في العالم منها بقية في تلك الأيام وفي نظيرها عظة وعبرة وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا   العالم اقتضاء لا بد منه فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببا لمنع الغيث من السماء والقحط والجذب وجعل ظلم المساكين والبخس في المكاييل والموازين وتعدي القوي على الضعيف سببا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون استرحموا ولا يعطون إن استعطفوا وهم في الحقيقة أعمال الرعاي ظهرت في صور ولاتهم فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها فتارة بقحط وجدب وتارة بعدو وتارة بولاة جائرين وتارة بأمراض عامة وتارة بهموم والآم وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم وتارة بتسليط الشياطين عليهم توزهم إلى أسباب العذاب أزا لتحق عليهم الكلمة وليصير كل منهم إلى ما خلق له والعاقل يسير بصيرته بين الأقطار العالم فيشاهده وينظر مواقع عدل الله وحكمته وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون وإلى دار البوار صائرون والله بالغ أمره لا معقب لحكمة ولا راد لأمره وبالله التوفيق ،وقوله في الكمأة وماؤها شفاء للعين فيه ثلاثة أقوال

 


أحدها أن ماءها يخلط في الأدوية التي يعالج بها العين لا أنه يستعمل وحده ذكره أبو عبيد ..الثاني أنه يستعمل بحتا بعد شيها واستقطار مائها لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية وتبقي المنافع .. الثالث أن المراد بمائها الماء الذي يحدث به من المطر وهو أول قطر ينزل إلى الأرض فتكون الإضافة إضافة اقتران لا إضافة جزء ذكره ابن الجوزي وهو أبعد الوجوه وأضعفها ..وقيل إن استعمل ماؤها لتبريد ما في العين فماؤها مجردا شفاء وإن كان لغير ذلك فمركب مع غيره وقال الغافقي ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ويقوي أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول النوازل كباث .. في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله نجني الكباث فقال عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه الكباث بفتح الكاف والباء الموحدة المخففة والثاء المثلثة ثمر ألراك وهو بأرض الحجاز وطبعه حار يابس ومنافعه كمنافع الأراك يقوي المعدة ويجيد الهضم ويجلو البلغم وينفع من أوجاع الظهر وكثير من الأدواء قال ابن جلجل إذا شرب طحينة أدر البول ونقى المثانة وقال ابن صفوان يقوي المعدة ويمسك الطبيعة

 


كتم ..  روى البخاري في صحيحه عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال دخلنا على أم سلمة رضي الله عنها فأخرجت إلينا شعرا من شعر رسول الله فإذا هو مخصوب بالحناء والكتم .. وفي السنن الأربعة عن النبي أنه قال إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ..وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن ابا بكر رضي الله عنه اختصب بالحناء والكتم .. وفي سنن ابي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر على النبي رجل قد خضب بالحناء فقال ما أحسن هذا فمر آخر قد خضب بالحناء والكتم فقال هذا أحسن من هذا فمر آخر قد خضب بالصفرة فقال هذا احسن من هذا كله
قال الغافقي الكتم نبت ينبت بالسهول ورقة قريب من ورق الزيتون يعلو فوق القامة وله ثمر قدر حب الفلفل في داخله نوى إذا رضخ اسود وإذا استخرجت عصارة ورقة وشرب منها قدر أوقية قيا قيئا شديدا وينفع عن عضة الكلب وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد بكتب به

 


وقال الكندي بزر الكتم إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأها وقد ظن بعض الناس أن الكتم هو الوسمة وهي ورق النيل وهذا وهم فإن الوسمة غير الكتم قال صاحب الصحاح الكتم بالتحريك نبت يخلط بالوسمة يختصب به قيل والوسمة نبات له ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف يشبه ورق اللوبيا وأكبر منه يؤتى به من الحجاز واليمن فإن قيل قد ثبت في الصحيح عن انس رضي الله عنه أنه قال لم يختضب النبي قيل قد اجاب احمد بن حنبل عن هذا وقال قد شهد به غير انس رضى الله عنه على أنه خضب وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد فأحمد اثبت خضاب النبي ومعه جماعة من المحدثين ومالك انكره فإن قيل فقد ثبت في صحيح مسلم النهي عن الخضاب بالسود في شأن ابي قحافة لما اتى به ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا فقال غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد والكتم يسود الشعر فالجواب من وجهين احدهما أن النهي عن التسويد البحت   فأما إذا أضيف إلى الحناء شيء آخر كالكتم ونحوه فلا بأس به فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الإحمر والأسود بخلاف الوسمة فإنها تجعله أسود فاحما وهذا اصح الجوابين .. الجواب الثاني أن الخضاب بالسود المنهي عنه خضاب التدليس كخضاب شعر الجارية والمراةالكبيرة تغر الزوج والسيد بذلك وخضاب الشيخ يغر المرأة بذلك فإنه من الغش والخداع فأما إذا لم يتضمن تدليسا ولا خدعا فقد صح عن الحسن والحسين رضي الله عنهما انهما كانا يخضبان بالسواد ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الاثار وذكره عن عثمان بن عفان وعبد الله بن جعفر وسعد بن ابي وقاص وعقبة بن عامر والمغيرة بن شعبة وجرير بن عبد الله وعمرو ابن العاص وحكاه عن جماعة من التابعين منهم عمرو بن عثمان وعلي بن عبد الله بن عباس وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن الأسود وموسى بن طلحة والزهري وايوب وإسماعيل بن معدي كرب

 

 


وحكاه ابن الجوزي عن محارب بن دثار ويزيد وابن جريج وأبي يوسف وابي إسحاق وابن ابي ليلي وزياد بن علاقة وغيلان ابن جامع ونافع بن جبير وعمرو بن علي المقدمي والقاسم بن سلام كرم شجرة العنب وهي الحلبة ويكره تسميتها كرما لما روى مسلم في صحيحه عن النبي أنه قال لا يقولون أحدكم للعنب الكرم الكرم الرجل المسلم وفي رواية إنما الكرم قلب المؤمن وفي أخرى لا تقولوا الكرم وقولوا العنب والحبلة   وفي هذا معنيان أحدهما أن العرب كانت تسمي شجرة العنب الكرم لكثرة منافعها وخيرها فكره النبي تسميتها باسم يهيج النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها من المسكر وهو أم الخبائث فكره أن يسمى اصله بأحسن الأسماء وأجمعها للخير .. والثاني أنه من باب قوله ليس الشديد بالصرعة وليس المسكين بالطواف أي أنكم تسمون شجرة العنب كرما لكثرة منافعة وقلب المؤمن أو الرجل المسلم أولى بهذا الاسم منه فإن المؤمن خير كله ونفع فهو من باب التنبيه والتعريف لما في قلب المؤمن من الخير والجود والأيمان والنور والهدى والتقوى والصفات التي يستحق بها هذا الاسم أكثر من استحقاق الحبلة له وبعد فقوة الحبلة باردة يابسة وورقها وعلائقها وعرموشها مبرد في آخر الدرجة الأولى وإذا دقت وضمد بها من الصداع سكنته ومن الأورام الحارة والتهاب المعدة وعصارة قضبانه إذا شربت سكنت القيء وعقلت البطن وكذلك إذا مضغت قلوبها الرطبة وعصارة ورقها   تنفع من قروح الأمعاء ونفث الدم وقيئه ووجع المعدة ودمع شجره الذي يحمل على القضبان كالصمغ إذا شرب أخرج الحصاة وإذا لطخ به أبرأ القوب والجرب المتقرح وغيره وينبغي غسل العضو قبل استعمالها بالماء والنظرون وإذا تمسح بها مع الزيت حلق الشعر ورماد قضبانه إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والسذاب نفع من الورم العارض في الطحال وقوة دهن زهرة الكرم قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ومنافعها كثيرة قربية من منافع النخلة كرفس روى في حديث لا يصح عن رسول الله أنه قال من أكله ثم نام عليه نام ونكهته طيبة وينام آمنا من وجع الأضراس والأسنان وهذا باطل على رسول الله ولكن البستاني منه يطيب النكهة جدا وإذا علق أصله في الرقبة نفع من وجع الأسنان وهو حار يابس وقيل رطب مفتح لسداد الكبد والطحال وورقة رطبا ينفع المعدة والكبد الباردة ويدر البول والطمث ويفتت الحصاة وحبه اقوى في ذلك ويهيج الباه وينفع من البخر قال الرازي وينبغي أن يجتنب اكله إذا خيف من لدغ العقارب


كراث فيه حدث لا يصح عن رسول الله بل هو باطل موضوع من أكل الكراث ثم نام عليه نام آمنا من ريح البواسير واعتزاله الملك لنتن نكهته حتى يصبح وهو نوعان : نبطي وشامي فالنبطي البقل الذي يوضع على المائدة والشامي الذي له رؤوس وهو حار يابس مصدع وإذا   طبخ وأكل أو شرب ماؤه نفع من البواسير الباردة وإن سحق بزرة وعجين بقطران وبخرت به الأضراس التي فيها الدود نثرها وأخرجها ويسكن الوجع فيها وإذا دخنت المقعدة ببزره خفت البواسير هذا كله في الكراث النبطي
وفيه مع ذلك فساد الأسنان واللثة ويصدع ويري أحلاما رديئة ويظلم البصر وينتن النكهة وفيه إدرار للبول والطمث وتحريك للباه وهو بطيء الهضم


 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day