البحث
الحب في الله
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” يَقولُ اللّه تعالى يومَ القِيامةِ: أينَ المُتَحابّونَ بِجلالي... اليومَ أُظللُّهُم في ظلّي يومَ لا ظِلّ إلاّ ظلّي ”
(رواه مسلم وأحمد)
” أذِلَّة على المؤمِنينَ أعِزَة على الكافرينَ ”
ووصف أحوالهم قبل الأيمان وبعده:
” كُنتم أِعداءا فأصبحتُم بِنِعمتِهِ إخوانا ”
ومقياس هذه الأخوة هو المحبة بين أعضاء الجسد الواحد فذلك دليل قوة الأمة وتمسكها بما فرض الله عليها . قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أحب لله وأبغض لله وعادِ في الله ووالِ في الله فإنه لن تنال ولاية الله إلاّ بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك.
إذا أحببت امرؤا ما في الله فأخبره أنك تحبه ، ذلك ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا أخبرك شخص أنه يحبك في الله فيستحب أن تجيبه: أحبك الذي أحببتنا من أجله. وادع لمن تحب من إخوانك المؤمنين بظهر الغيب ، فدعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجاب فالملائكة تجيب الداعي: ولك مثل ذلك. وإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف وسيلة لزيادة تحابب المسلمين بعضهم مع بعض
إن مجالسة من تحب من الصالحين ، إن كان مجلس نصيحة وتواص بالحق فهو مجلس عبادة ، وزيارة الأخ لأخيه دون أن يكون بينهما مصلحة دنيوية عبادة ، فالمؤمن مرآة أخيه يرى فيها نفسه لأن المؤمنين بعضهم لبعض نَصَحَة والمنافقين بعضهم لبعض غششة. وهذا ما سيتأكد في الحديث اللاحق.
رأى أحد العارفين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال له لم تبغض فلانا (عن رجل معين) فقال لأنه يبغض أحد الرجال الصالحين ، وسماه له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا تعلم أنه يحب الله ورسوله؟ قال نعم ، قال أتبغضه لأنه يبغض فلانا ولا تحبه لأنه يحب الله ورسوله؟ فلما أخبر الرجل بعد يقظته ندم على ما كان من بغضه للرجل الصالح. فالمؤمن يحب المؤمنين وينظر إلى محاسنهم ويتغاضى عن مساوئهم ويعطي لحبهم لله ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزنا كبيرا ، فإنه ما من مسلم إلاّ وفيه خلق يحبه غيره وخلق يكرهونه ، فعلى المؤمن أن ينظر لما يحب من أخلاق إخوانه ويتغاضى عما يكره منهم.