1. المقالات
  2. النية في اللباس
  3. النية في اللباس

النية في اللباس

266 2022/10/22 2022/10/22

لقد امتن الله على عباده بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن هذه النعم نعمة اللباس، فجعل لهم لباسا يواري سوءاتهم ويجمّل هيئاتهم، ويقيهم من البرد والحر ويقيهم بأسهم قال تعالى

{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون}

الأعراف26

فالله سبحانه امتن عليهم باللباس والريش، واللباس المراد به: ستر العورات وهي السوءات، والريش: ما يتجمل به ظاهرا، فاللباس من الضروريات والريش من الكماليات، ثم نبه سبحانه إلى خير لباس وهو لباس التقوى وهو التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل، ولباس التقوى هو الغاية والمقصود ولباس الثياب معونة عليه ثم ختم الله سبحانه الآية بقوله تعالى:

{ ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون }

أي ذلك المذكور لكم من لباس مما تتذكرون به نعمة الله عليكم فتشكرونه وتتذكرون بحاجتكم إلى اللباس الظاهر ما هو أعظم منه من فوائد اللباس الباطن وهو التقوى . 

فاللباس من نعم الله تعالى التي يجب أن نشكره عليها ونثني عليه بها وإن من شكرها التقيد بأحكامها ألا وهي:

1-  أن لا يشبه ملابس الكفار قال ﷺ:

((من تشبه بقوم فهو منهم))

2- ألا يتشبه الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل قال ﷺ

((لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل))

3- عدم الإسراف والتبذير قال ﷺ

((كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيله)).

4-  عدم التكبر قال ﷺ

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))

5- أن لا يزيد اللباس عن حد الكعبين للرجل وعن الذراع أسفل القدمين للمرأة، قال ﷺ

((ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار))

وقال ﷺ:

((من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة))

وعن أم سلمة زوجة النبي ﷺ أنها قالت لرسول الله ﷺ حين ذكر الإزار فالمرأة يا رسول الله؟ قال: "ترخي شبرا "، قالت أم سلمة: إذن ينكشف عنها. قال: " فذراعا لا تزيد عليه"

وهذه نوايا أقدمها رجاء أن نؤجر بإذن الله

1- التمتع بنعم الله، والاعتراف له بالفضل والامتنان قال تعالى

{وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}

[النحل:81]

ويقول سبحانه:

{يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا}

[الأعراف:25]

2- حرصا على ستر العورة فهي مما كرم الله به بني آدم

{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا .....}

  قال ﷺ

((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة))

الأصل في الإنسان اللباس وليس العرى فآدم عليه الصلاة والسلام وزوجه كانا يعيشان دون عرى

3- للتجمل بلا كبر، قال ﷺ 

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))

فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه، قال:

((إن الله جميل يحب الجمال))

4- تحدثا بنعمة الله تعالى. قال تعالى:

{وأما بنعمة ربك فحدث}

[الضحى 11]

. وقال ﷺ

((إذا آتاك الله مالا، فليُر عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنا ولا يحب البؤس ولا التباؤس)).

5- للتزين لله سبحانه وتعالى، قال تعالى

{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}

[الأعراف31]

. وقال ﷺ

((إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه فإن الله تعالى أحق من تزين له))

6- حفظ الجسد. فإن هناك سرابيل تقي الحر، وسرابيل تقي البأس في الحر، وسرابيل تقي من برد الشتاء، فإذا كان لا يلبس في وقت الحر، ربما يحترق جلده، أو يتسلخ، وفي البرد يحتاج اللبس لشدة البرد، يحتاج للتدفئة، وفي القتال يحتاج إلى اللبس لاتقاء السلاح، ، ولا ينبغي للمسلم أن يضر نفسه أو يوقعها في المهالك، كما أن في التدفئة والوقاية، إعانة على عبادة الله تعالى.

7- عدم حدوث فتنة، فنزع اللباس نهى الله عنه، وسماه فِتنةً؛ قال تعالى:

{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عنهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}

[الأعراف: 27]

8- التعبد باسم الله الجميل، فاللهَ تعالى جميلٌ، وهو سبحانه يُحِبُّ الجَمالَ، ومِن الجَمالِ الذي يُحِبُّه جَمالُ الثِّيابِ؛ لذا أنزل اللهُ تعالى على عبادِه لِباسًا وزِينةً تُجَمِّلُ ظَواهِرَهم، وتَقْوى تُجَمِّلُ بواطِنَهم.

9-  مخالفة مراد الشيطان فالشيطان يريد العري ولا يحب الستر،

{يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عنهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}

[الأعراف: 27]

10- إكرام الناس والإحسان استقبالهم، ففي هذا جذب لقلوب الناس، وتحسين صورة المسلمين، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال:

((أخذ عمر جُبَّة من استبرق تباع في السوق فأخذها فأتى بها رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود))

11- كسبا للثواب، وزيادة في الحسنات، من خلال اتباع آداب اللباس، ومنها: -

- الدعاء عند لبس   الثوب -عن معاذ بن أنس عن أبيه رضي الله عنه،  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((مَن أكل طعامًا، ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن لبس ثوبًا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه))

- التيمن: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه،

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا لبستم وإذا توضأتم، فابدؤوا بميامنكم))

- للإقتداء بالنبي ﷺ،  ببعض الألبسة التي كان يحبها ويحب لبسها فقد كان ﷺ

((أحب الألوان إليه الخضرة)) أي: أحب الألوان إليه من الثياب وغيرها الخضرة لأنها من ثياب الجنة فالخضرة أفضل الألوان

((أحب الثياب إليه القميص))

((البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم)) كان يحب البياض من الثياب وقال ﷺ ((البسوا البياض، فإنها أطهر وأطيب)).

فاللباس نعمة خلقها الله لتوافق الفِطرة التي خلَق الله الإنسان عليها، ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر، وأقدرَهم على تنفيذها بما سخَّر لهم في الأرض من مقدَّرات وأرزاق.

فاللهم ربنا لك الحمد على ما مننت به علينا من لباس نستر به عوراتنا، ونجمل به ظاهر هيئاتنا، بل وأعطانا أجورا وحسنات.




موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day