1. المقالات
  2. التحضر والرقي
  3. فضل النبي في تحضر العالم

فضل النبي في تحضر العالم

تحت قسم : التحضر والرقي
5029 2007/11/28 2024/12/18

ويبين المستر سنكس أن لمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ الفضل الأكبر ليس فقط في رقي العرب بل في رقي العالم كله حتى اليوم ، فيقول سنكس :

" ظهر محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر، بإشرابها الأصول الأولية للأخلاق الفاضلة، وبإرجاعها إلى الاعتقاد بإله واحد، وبحياة بعد هذه الحياة .... " إلى أن قال:

إن الفكرة الدينية الإسلامية، أحدثت رقياً كبيراً جداً في العالم، وخلّصت العقل الإنساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان. ولقد توصل محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~  بمحوه كل صورة في المعابد وإبطاله كل تمثيل لذات الخالق المطلق ، إلى تخليص الفكر الإنساني من عقيدة التجسيد الغليظة" [1] . .

 

أما  المفكر " برتلي سانت هيلر " فيبين أن فضل النبي محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، يمتد إلى كل شعوب العالم، بقوله :

"وقد كان دينه ~ صلى الله عليه و سلم ~ الذي دعا الناس إلى اعتقاده، جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته" [2] .

أما الكاتب الفرنسي موريس بوكاي فيخص أوربا والغرب ، على أساس أن الشعوب الغربية هم أكثر الشعوب إستفادة من حضارة الإسلام، فيقول بوكاي: "إن الإسلام ينظر إلى العلم والدين كتوءمين، وأن تهذيب العلم كان جزءاً من التوجيهات الدينية منذ البداية، وأن تطبيق هذه القاعدة أدى إلى التقدم العلمي العجيب في عصر الحضارة الإسلامية العظمى، التي استفاد منها الغرب قبل نهضته" [3] .

ويؤيده العلامة " سان سيمون "  في كتابه " علم الإنسان " بقوله:

" إن الدارس لبنيات الحضارات الإنسانية المختلفة ، لا يمكنه أن يتنكر للدور الحضاري الخلاق الذي لعبه العرب والمسلمون في بناء النهضة العلمية لأوربا الحديثة " [4]  .   

ويقارن "كويليام " حال العالم بعد عهد محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ وبين عصر الجاهلية فيقول : "لما شرف محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ساحة عالم الشهود بوجوده الذي هو الواسطة العظمى والوسيلة الكبرى إلى اعتلاء النوع الإنساني وترقيّه في درجات المدنية، أكمل ما يحتاجه البشر من اللوازم الضرورية على نهج مشروع وأوصل الخلق إلى أقصى مراتب السعادة بسرعة خارقة. ومن نظر بعين البصيرة في حال الأنام قبله ~ صلى الله عليه و سلم ~ وما كانوا عليه من الضلالة.. ونظر في حالهم بعد ذلك وما حصل لهم في عصره من الترقّي العظيم رأى بين الحالين فرقًا عظيمًا كما بين الثريا والثرى" [5] .

و".. امتدت أنوار المدنية بعد محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ في قليل من الزمان ساطعة في أقطار الأرض من المشرق إلى المغرب حتى إن وصول أتباعه في ذلك الزمن اليسير إلى تلك المرتبة العلية من المدنية قد حيّر عقول أولي الألباب. وما السبب في ذلك إلا كون أوامره ونواهيه موافقة لموجب العقل ومطابقة لمقتضى الحكمة" [6].

ويبين المستشرق الأمريكي  "إدوارد رمسي" أن الإسلام منح" المدنية والحضارة قوة جديدة وشجع العالم على درس العلوم باتساعٍ متناهٍ، وهكذا خرج إلى الدنيا فلاسفة وخطباء وأطباء ومؤرخون يفخر بهم الإسلام أمثال: أبي عثمان – الجاحظ – والبيروني والطبري وابن سينا وابن رشد والفارابي وابن باجه والغزالي وغيرهم.. والمسلمون بلا نزاع هم مخترعو علم الكيمياء ومؤسسوه، أما علم الطب والصيدلة فقد حسنوهما تحسيناً عظيماً، وبواسطة المسلمين تقدم علم الفلك سريعاً حتى الطيران، وهم مخترعو علم الجبر ومكتشفو علم الطيران" [7] ..

و" قليلون من هم على علم بما أسهم به العالم الإسلامي من جهود متميزة في تقدم الإنسانية " [8] .

كل هذا وغيره دفع المفكر الفرنسي - أحد عمالقة فلاسفة الاجتماع- جوستاف لوبون (1841-1931) إلى أن يدعو أبناء عصره إلى الإقتداء بمحمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، واعتناق دعوته لأن فيها صلاح المجتمعات الإنسانية ، فيقول في كتابه "الحضارة الإسلامية"  :

 

"أنني لا أدعو إلى بدعة محدثة ، ولا إلى ضلالة مستهجنة ، بل إلى دين عربي قد  أوحاه الله إلى نبيه محمد، فكان أميناً على بث دعوته بين قبائل تلهت بعبادة الأحجار والأصنام ، وتلذذت بترهات الجاهلية ، فجمع صفوفهم بعد أن كانت مبعثرة ، ووحد كلمتم بعد أن كانت متفرقة ، ووجه أنظارهم لعبادة الخالق ، فكان خير البرية على الإطلاق حباً ونسباً وزعامة ونبوة ، هذا هو محمد الذي اعتنق شريعته أربعمئة مليون مسلم ، منتشرين في أنحاء المعمورة ، يرتلون قرآناً عربياً مبيناً ".

"فرسول كهذا جدير باتباع رسالته ، والمبادرة إلى اعتناق دعوته ، إذ أنها دعوة شريفة ، قوامها معرفة الخالق ، والحض على الخير والردع عن المنكر ، بل كل ما جاء فيها ما يرمي إلى الصلاح والإصلاح ، والصلاح أنشودة المؤمن ، وهو الذي أدعو إليه جميع النصارى" [9]

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] انظر:  آن بيزينت: حياة وتعاليم محمد ، ص5.

[2] انظر : محمد شريف الشيباني، الرسول في الدراسات الإستشراقية المنصفة، ص 204.

[3] موريس بوكاي : التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، ص 14

[4] انظر : رشدي فكار: نظرات إسلامية للإنسان والمجتمع خلال القرن الرابع عشر الهجري ، ص 31.

[5] عبد الله كويليام : أحسن الأجوبة عن سؤال أحد علماء أوروبا ، ص 21 ، 22.

[6] عبد الله  كويليام : أحسن الأجوبة عن سؤال أحد علماء أوروبا ، ص 22 ، 23.

[7] انظر : محمد عثمان عثمان : محمد في الآداب العالمية المنصفة، ص107

[8] هذه الجملة للمؤرخ : ستانورد كب : المسلمون في تاريخ الحضارة، 21

[9] جوستاف لوبون : الحضارة الاسلامية ، ص 67.

المقال السابق
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day