1. المقالات
  2. لنتعلم إسلامنا
  3. البرنامج المثاليُّ في جسم الإنسان

البرنامج المثاليُّ في جسم الإنسان

تحت قسم : لنتعلم إسلامنا
5833 2009/01/04 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

أوضحنا في الصفحة السابقة أنَّ الله زوَّد الجسم البشريَّ ببرنامج مثاليٍّ. ويرجع الفضل لهذا البرنامج في أنَّ لِكلِّ إنسان عينين وأذنين وذراعين وأسنانًا. كما يرجع الفضل في هذا البرنامج في أن البشر يتشابهون في أشكالهم بدرجة معقولة رغم بعض الاختلافات في ملامحهم. فنحن نشبه أقاربَنا، وبعضُ الشعوب لدَيْها ملامِحُها المُمَيَّزة بسبب هذا البرنامج، وعلى سبيل المثال فإنَّ الصينيِّين واليابانيِّين عادةً ما يشبه بعضُهم بعضًا كما أنَّ للأفارقة لونَ بشرتهم وملامحَ وجوههم وتركيباتِ أفواههم وأعيُنِهِم المُمَيَّزة.
والآن سوف نصف لك هذا البرنامج من خلال المثال التالي:
قد تكون لديك فكرةٌ عن كيفية عمل الحاسبات الآلية (الكمبيوتر). يصمِّمُ خبيرٌ هذا الحاسِبَ الآليَّ.  ويقوم الخُبَراءُ في مصانعَ خاصةٍ مُستعِينِينَ بالتكنولوجيا الحديثة بإنتاج مكوِّناتٍ مُكَمِّلَةٍ للحاسب، مثل الميكروبروسيسور، والشاشةِ ولوحةِ المفاتيح والقُرْصِ المُدمَجِ ومُكبِّرَاتِ الصوت وغيرِها. وبهذا تكون لديك ماكينةُ حاسبٍ قادرةٍ على أداء عملياتٍ عاليةِ التعقيد. ويمكنك أنْ تشغِّلَ ألعابًا أو تكتبَ على الحاسب ما تشاء، ولكن حتى يتحقق أيٌّ مِمَّا سبق فإنَّك تحتاج لبرمَجِيَّاتٍ، ومِن دون هذه البرمجيات، التي يجهِّزُها خبراءُ خصيصاً لهذا الغرض لأنَّ الحاسب لن يعمل بدونها.
وعلاوةً على ذلك فإننا نعرف أنه ليس كلُّ برنامج يتواءَم مع كلِّ حاسب، مما يعني أنَّ المُبرمِج يجب أنْ يعرف كُلاًّ مِن الحاسب الآلي والبرمجيَّات المتوائمة معه. وكما رأينا فإن الإنسان يحتاج إلى ماكينة وإلى برنامج مناسب معاً ليتمكن من تشغيل الحاسب الآليِّ. والأهمُّ من ذلك أنَّه إن لم يقم أحد بتصميم كلِّ هذه الأشياء وإنتاجها، فإن الحاسب، مرةً أخرى لن يعمل.
ويشبه الجسدُ البشريُّ الحاسبَ الآليَّ. وكما ذكرنا سابقاً فإن هناك برنامجًا في خلايانا يتسبب في ظهورنا، ويتبادر للذهن سؤال وهو كيف ظهر هذا البرنامج نفسه للوجود؟ الإجابة واضحة وهي:
يخلق الله القدير كل إنسان على حدة، فالله هو الذي خلق أجسادنا وخلق البرامج التي تشكل هذه الأجساد .
ولكن لا تفهمني خطأً، فإنه من المستحيل مقارنة الجسدِ البشريِّ بالحاسب الآلي، فأجسادنا تتفوَّق على أعقد الحاسبات بما لا مجال معه للمقارنة. ومخُّنا وحده على سبيل المثال أعقدُ عدة مرات من الحاسب.
والآن لنرى كيف يولد طفل رضيع ويأتي إلى هذا العالم:
توجد في البدء على شكل قطعة شديدة الصغر من اللحم في رحم أمك، ومع الوقت تتمدد هذه القطعة وتأخذ شكلها المحدد.
ويتحدد منذ اللحظة الأولى لوجودك طولك ولون عينيك وحاجبيك، وشكل يديك والمئات من الملامح الأخرى. وكل تلك المعلومات تكون مخزنة في هذا البرنامج الأولي الذي وضعه الله في خلاياك .ويتميز هذا البرنامج بأنه متقن ومفصل لدرجة أن العلماء لم يبدأوا في فهم كيفية عمله إلا حديثاً جداً.
ونحن ننمو بالتدريج وفقاً لهذا البرنامج الذي وضعه الله في أجسادنا، ولذلك فإن نموَّ أجسادنا لا يبدو لنا غريباً، حيث أننا ننمو خلال سنوات. ولا شك أننا سوف نصاب بالدهشة إن عمل هذا البرنامج بسرعة أكبر، فمظهر طفل حديث الولادة يتحول فجأة إلى رجل عجوز أمام أعيننا سوف يبدو مذهلاً بدرجة كبيرة.

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day