1. المقالات
  2. معجم افتراءات الغرب على الإسلام_أنور محمود زناتي
  3. المستشرق :كازانوفا_هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى

المستشرق :كازانوفا_هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى

الكاتب : حرف الكاف


كازانوفا : " ت1926    " kazanova
مستشرق فرنسي تعلم العربية وعلمها في معهد فرنسا وقدم مصر فانتدبته الجامعة المصرية 1925 أستاذاً لفقه اللغة العربية،  وقد وجه عنايته إلى مصر ألإسلامية ، له : نبذة عن قراقوش وزير صلاح الدين الأيوبي ، تاريخ ووصف قلعة القاهرة. تعلم العربية في معهد فرنسا ، ثم عمل أستاذاً لفقه اللغة كما اهتم بدراسة تاريخ مصر الإسلامية . من أبرز آثاره تحقيق كتاب الخطط للمقريزي وله كتاب بعنوان ( محمد وانتهاء العالم في عقيدة الإسلام

" يقول : كان تفسير عدم استخلاف النبى لأحد من أصحابه لتولى أمر المسلمين هو اعتقاده أن نهاية العالم قريبة ، وهى عقيدة مسيحية محضة ، ومحمد صلى الله عليه وسلم  كان يقول عن نفسه : إنه نبى آخر الزمان الذى أعلن أن المسيح أن سيأتى ليتمم رسالته ثم يستطرد فى موضع آخر قائلا : " إن القرآن قد أدخلت عليه بعد وفاة النبى تغييرات قام بها خلفاؤه ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . والدليل على ذلك ما ورد فى الآية " وإن ما نُرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب " . فزعم كازانوفا أن أصحاب النبى حين رأوا أن الساعة لم تقم وضعوا فى صيغة التعبير صورة الشك موضع اليقين ، ولا يستبعد أن الآية قبل التبديل هى كالاتى : " وسنريك بعض الذى نعدهم " ويتساءل كازانوفا ، هل يعقل أن الإله ـ وهو سيد الأقدار ـ لم يستطع أن يحدد مسألة بسيطة وأنه يجهل هل النبى سيموت ، أو سيعيش إلى نهاية العالم فى حين أنه علم بالساعة علم اليقين ، ولكنه لم يشأ أن ينبئ الناس بهذا العلم .

ويستطرد  كازانوفا  فى كتابه الانف بيانه قائلا : " هناك آيتان يشك فى صحة نسبتهما إلى الوحى النبوى ، والراجح أن يكون أبو بكر هو الذى أضافهما على إثر موت النبى ، فأقره المسلمون على ذلك وهما قول القرآن " وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " . وقوله " إنك ميت وأنهم ميتون ، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون " .  أما ما ذهب إليه " كازانوفا "  من قيام الصحابة بإدخال تغييرات على القرآن بعد وفاة الرسول ، ليفصلوا ما يمكن لهم فصله بين بعثة الرسول وقيام الساعة اللتين يرى ارتباطهما مباشراً . ثم شكه فى الآيتين الخاصتين بموت الرسول ، واحتمال موته حال حياته شأنه شأن بقية البشر الآخرين من أنهما من تأليف أبى بكر ، فإن هذا القول عار من الدليل العلمى الصحيح هو الآخر .

يضاف إلى ذلك أن " بلاشير " نفسه رفض رأى  " كازانوفا "  فى ما يتعلق باعتقاد الرسول بقيام الساعة فى حال حياته ، لعدم اعتماده على أدلة علمية وقوية سائغة من جهة ، ولأن الرسول لما استقر بالمدينة أصبح يدعو إلى العبادات والمعاملات ، وتنظيم العلاقات التى يجب أن تسود بين المسلمين وغيرهم من جهة أخرى . كما أن انتشار الإسلام فى الجزيرة العربية فرض على المسلمين منذ عصر النبوة أن يفكروا فى الحياة الدنيا إلى جانب التفكير فى الأخرة .

أما ما ذهب إليه " كازانوفا " فى نسب الآيتين :" وما مُحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " والآية " إنك ميت وإنهم ميتون " إلى أبى بكر الذى أضافهما إلى القرآن على إثر موت النبى ، وإقرار المسلمين له على ذلك فهو قول مردود من عدة جهات . منها : أن الآية الأولى نزلت بسبب انهزام المسلمين يوم أحد . وظن الناس أن الرسول قد قتل ، فصاح بعض المسلمين : إن محمداً صلى الله عليه وسلم    قد أصيب فيجب عليهم الاستسلام لعدوم لأنهم إخوانهم وصاح بعضهم الآخر : إنه يجب الاستمرار فى القتال حتى بعد وفاة النبى إذ لا خير فى الحياة بعده فأنزل الله هذه الآية .

إما بالنسبة إلى الآية الثانية فقد نزلت بالمدينة ، وتعنى إبلاغ النبى بأنه سيموت هو الآخر كما تموت بقية الخلق . لا تمييز فى ذلك " لآن كل نفس ذائقة الموت " وهو تحذير له من الآخرة ، وحث له على العمل الصالح والتقوى خاصة أن الخطاب الذى يوجه له موجه إلى بقية المسلمين إلا إذا كان من خصوصياته ، وإبلاغه بموته حتى لا تختلف أمته بعد وفاته كما اختلفت الأمم الأخرى فى غيره قطعاً لدابر الفتنة والشك

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day