البحث
المستشرق:كَازِيمِرْسْكي_كان محمد صلى الله عليه وسلم مصاباً بالصرع أو فريسة لحالة جنون ديني
كَازِيمِرْسْكي1194 ـ 1282هـ = 1780 ـ 1865م
بيبرشتاين كازيمرسكي b.kazimirski مستشرق بولوني. استوطن فرنسا, ونشر فيها معجمه الكبير «كتاب اللغتين العربية والفرنساوية ـ ط» في أربعة مجلدات, ويعرف بقاموس كازيمرسكي. وترجم إلى الفرنسية معاني القرآن الكريم.
كان محمد صلى الله عليه وسلم مصاباً بالصرع أو فريسة لحالة جنون ديني
يقول : لنكن حذرين، فعند كثير من الموحى إليهم، وكذلك عند كثير من الناس لا توجد فكرة واضحة للاختلاف الموجود بين الموضوعية الصحيحة والذاتية الضرورية، إنه من العسير أن نستعمل دائماً في ظل هذا الغموض اسم مكر أو خبث، ولن يفيد أيضاً أن نزعم أنه كان مصاباً بالصرع أو فريسة لحالة جنون ديني، إن الحالة النفسية غير الطبيعية لن تكون لتناقش، إن ما يهم، ليس أنه يشبه المصروع أو المجنون، ولكن بالتحديد ما هو وجه الاختلاف بينه وبين هؤلاء المجانين والمصروعين، فهناك مجانين كثيرون ومصروعون كثيرون، لكن لم يكن أحد منهم مؤسساً لديانة الإسلام
الرد
1–إن النبي صلى الله عليه و سلم بشهادة الأعداء قبل غيرهم كان يتمتع ببنية جسمانية قوية، وأوصافه التي تناقلها الرواة تدل على البطولة الجسمانية. والمصاب بالصرع لا يكون على هذه القوة.
2–إن المريض بالصرع يصاب بآلام حادة في كافة أعضاء جسمه، يحس بها عندما تنتهي نوبة الصرع، ويظل حزيناً كاسف البال. وكثيراً ما يحاول مرضى الصرع الانتحار من قسوة ما يعانون من الآلام. فلو كان ما يعتري النبي صلى الله عليه و سلم عند الوحي صرعاً، لحزن لوقوعه ولسعد بانقطاعه، ولكن الأمر بخلاف ذلك.
3–إن الثابت علمياً أن المصروع أثناء الصرع يتعطل تفكيره وإدراكه تعطلا تاماً. فلا يدري المريض في نوبته شيئاً عما يدور حوله، ولا ما يجيش في نفسه، كما أنه يغيب عن صوابه. والنبي صلى الله عليه و سلم بخلاف هذا كله كان يتلو على الناس، بعد انتهاء لحظات نزول الوحي، آيات بينات وعظات بليغات، وتشريعاً محكماً، وأخلاقاً عالية، وكلاماً بلغ الغاية في الفصاحة والبلاغة، فهل يعقل أن يأتي المصروع بشيء من هذا، اللَّهم إن هذا لا يجوز إلا في حكم من لا يميز بين الأبيض والأسود، والليل والنهار.
4–لما تقدمت وسائل الطب واستخدمت الأجهزة والكهرباء في التشخيص والعلاج، ثبت بالدليل الذي لا ينقض، أن ما كان يعتري النبي صلى الله عليه و سلم ، ليس من الصرع، وأن كل ما ردده المستشرقون من مزاعم باطل.
حقاً، إن الوحي ظاهرة لم يعرف العلم تفسيرها حتى الآن، ولكن لا عيب على العلم في هذا.
5–ولا يخفى أن المتشبثين بفرية الصرع هذه لا ينالون من نبوة صلى الله عليه و سلم وحده، وإنما ينالون من جميع أنبياء اللَّه ورسله الذين كانت لهم كتب أو صحف أوحي بها من عند اللَّه. فهل يقولون عن نبيَّي اللَّه موسى وعيسى ما يقولون في خاتم الأنبياء، إن هذا الادعاء لا ينطق به إلا أحد رجلين : رجل مادي حبس نفسه بين أسوار العالم المادي المحسوس، أو رجل مخرب يريد هدم الأديان كلها