1. المقالات
  2. الرحمة المهداة _ محمد بن عبد الله زعوري
  3. رحمته بالجماد

رحمته بالجماد


 

رحمته بالجماد

 

 

ولم تكتف رحمته أن شملت كل ما دب على وجه الأرض حتى تعداه للجمادات أيضاً ، كيف لا وهو الرحمة المهداة .

فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب إلى لزِق جذع ، واتخذوا له منبراً فخطب عليه فحن الجذع حنين الناقة ، فنـزل النبي صلى الله عليه وسلم فمسه فسكن ،

 

وفي رواية ( خار حتى تصدّع وانشق فنـزل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر فكان إذا صلى صلّى إليه فلما هُدم المسجد وغُيِر أخذ ذلك الجذع أبي بن كعب ، وكان عنده في بيته حتى بلي فأكلته الأرض وعاء رفاتاً )1 وعند أحمد ( ولو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة ) .

 

 

 

الخاتمة

فهذا ما سمح المقام بذكره في رحمته صلى الله عليه وسلم ، وإن الحديث لاينقضي لكن ما ذكر فيه إشارة وتذكير لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

فبعد بيان رحمة هذا النبي الكريم ، كيف يكون للمتكبر عن اتباع هديه وسنـته عذر أو سبيل .

وبعد أن تعرفنا على مواطن رحمته هل أدركنا حقاً عظم مكانته ومنـزلته وهل علمنا ما يجب علينا تجاهه من حبه أكثر من أنفسنا ولزوم اتباع هديه وتعظيمه وتبجيله ...

ولا يسعني ختاماً إلا أن أوصي القارئ الكريم بإدامة الصلاة عليه في كل وقت وحين .. وخصوصاً في كل صباحٍ ومساء عشراً لننال شفاعته .

 

وهذا التهامي يوصينا بالصلاة عليه فيقول :

يا رب صل على النبي الـمجتـبى           مـا غـرد في الأيـك ساجعـة الرُبـــــا
يا رب صل على النبي وآلــــه          مـا اهتـزت الأثلاث من نَفَس الصبـــــا
يا رب صل على النبي وآلــــه            مــا لاح برقٌ في الأباطـح أو قبــ ـــا
  يا رب صـل على النبـي وآلـــه             مــا أمـت الزوار طيبـة يثربــــا
 يا رب صـل على النبـي وآلـــه              مـا قال ذو كـرم لضيف مرحبــــا
 يا رب صـل على النبـي وآلـــه              مـا كوكب في الجو قابل كوكبــــا
 بـالله يـا متلذذيـن بذكــــره             صلـوا عليـه فمـا أحـق وأوجبـــا

 صـلوا على المختار فهـو شفيعكـم              في يـوم يبعث كل طفـل أشيبــــا

 صـلوا على من ظـلّلتـه غمـامـة              والجذع حن له وأفـصـحت الصبـــا

 صـلوا عليـه وسلمـوا وتـرحـموا             وردوا به حـوض الكرامـة مشربـــا

 صـلوا علـى من تدخـلون بجامعـه              دار السلامـة تبلغون المـطـلبــــا

 صلـى وسلم ذي الـجلال عليـه ما              من نور طلعتــه يشـق الفيهبــــا

 صـلى وسلم ذو الجـلال عليـك ما                أزكـاك في الرسـل الكرام وأطيبـــا 1

 

--------------------------------------------------------------------------------

1 – انظر صحيح ابن ماجة 1161

1 – ديوان التهامي 94 ، 95

 

,

المقال السابق
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day