البحث
اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ
عن مُعَاذُ بن جبل – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَال:
"يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ". فَقَالَ: "أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
ولا شك أن أخذ النبي – صلى لله عليه وسلم – بيده يعمق جذور المحبة في قلب معاذ فيبادله حباً بحب وقرباً بقرب، ويحمله ذلك على المضي قُدما في طاعة الله – عز وجل – والسير على هداه حتى يلقاه.
وحين سكنت يد معاذ – رضي الله عنه – واطمأنت في يد النبي – صلى الله عليه وسلم – وشعرت ببرد العطف والأنس – أفصح ترجمان القلب عما فيه فقال من غير تكلف: "وَاللَّهِ يَا مُعَاذُ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ" مرتين. مستخدماً في التوكيد جميع أدواته – القسم ولامه وتكراره؛ ليهنأ معاذ بهذا الخير العظيم فيشعر أنه في جنة الحب يتمتع بنعيمها، وينعم بهذا القرب من أعظم المقربين إلى الله – تبارك وتعالى -، وهو يعلم علم اليقين منه – صلى الله عليه وسلم – "أَنَّ الْمَرْءَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
وبعد أن أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما يكنه له في صدره من بحب غامر، قال له: "يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ".
أي لا تتركن أن تقول عقب كل صلاة مفروضة أو مسنونة هذا الدعاء بقلبك ولسانك، فالقلب هو الذي يتكلم واللسان يترجم عنه.
هذا الدعاء جامع للخير كله في دنيا المسلم وآخرته، ليس وراءه من مطلب يزيد عليه، فهو من جوامع كلمه – صلى الله عليه وسلم - .