البحث
اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
قَالُوا: وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ".
الإسلام يدعو إلى الطهر والنظافة والنزاهة عن كل ما يخل بالمروءة، أو يسوء الناس في مظهره ومخبره، فالطهارة شطر الإيمان، والنظافة برهان على سلامة الفطرة واستقامة الطبع، والنزاهة عن كل ما يعاب به دليل على الخلق الفاضل والسلوك النبيل.
ومعنى قوله – صلى الله عليه وسلم - : "اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ" احذروهما وابتعدوا عن التخلي فيهما. وقد سألوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن اللعانين ما هما؟.
فأخبرهم بهما بأسلوب بليغ يحتاج السامع في فهمه إلى تأمل ونظر فيقول: "الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ".
أي هو الذي يتبول ويتبرز في الطريق العام وفي المواضع التي اعتاد الناس الجلوس فيها وهي التي ينتشر فيها الظل – تحت الأشجار – أو تحت الجدران – ونحو ذلك.
فكما أنه لا يجوز التخلى في طريق الناس وظلهم لا يجوز إلقاء الحجارة والشوك وقشر الموز وسائر القاذورات والعوائق التي تعوق المرور وتعطل حركة السير وتحرم الناس من الراحة.
ويقاس على ذلك ارتفاع الأصوات في المجالس والطرقات والمنازل والمساجد وغيرها، والتلفظ بالألفاظ النابية التي يخجل من سماعها أهل الحياء والمروءة.
والإسلام في تشريعاته العامة والخاصة يرد الناس إلى فطرتهم التي فطرهم الله عليها، ويقضي على كل عادة تتنافى مع هذه الفطرة السوية. فمن عرف هذه التشريعات وتمسك بها نجا من كل عمل يخدش الحياء أو يتنافى مع الطبع السليم.