1. ألبوم الصور
  2. كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ

كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ

177 2020/02/24
كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي؛ كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي". 

ويؤخذ من هذا الحديث فوق ما تقدم أمراً هاماً، وهو أن نتحرى أطيب الكلام وأنفسه وأنفعه وأمتعه ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، ونتوقى من الكلام ما يُخِل بالأدب مع الله ومع الناس ويتعارض مع القيم الإنسانية والمباديء الخُلُقية، ويتنافى مع العادات الحميدة المستقيمة، ويتجافى عن الصواب والسداد.

وهذا يتطلب من المسلم أن يكون مُلِماً بمفردات اللغة العربية والعامية المنتقاة التي ترد على ألسنة خيار الناس، ويتتبع أساليب النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وأصحابه في مخاطباتهم.

وشريعة الإسلام من أتم الشرائع نعمة، وأكملها منهجاً للدين والحياة، فما من صغيرة ولا كبيرة مما يحتاج الناس إليها إلا شملتها هذه الشريعة الغراء، ووسعها بيانها.

ولقد تعلم أصحاب النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – منه كيف يكون الخطاب مع الناس، وكيف يختار المسلم الألفاظ التي لا تجرح المشاعر، ولا تمجها الآذان، كما جاء في هذا الحديث.

فقد قال النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي وَأَمَتِي" أي هذا عبدي، وهذه أمتي؛ تأدباً مع الله – تبارك وتعالى – واستحياءً منه وإجلالاً له، ولا يخاطبن الرقيق بقوله: يا عبدي ويا أمتي: لما في هذا الوصف من المهانة والاحتقار للمخاطبين، ولما فيه من العجب والخيلاء، والغرور والكبر.

ومن استحيا من الله لا يتفوه بهذا أبداً، فكلنا عبيد الله – تبارك وتعالى – وكل نسائنا إماء الله حقاً وصدقاً، عرفنا ذلك بفطرتنا، وآمنت به قلوبنا إيماناً لا ريب فيه ولا شبهة.

ولقد علمنا رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ما ينبغي أن تقوله عند التعريف بما ملكت أيماننا أو عند مخاطبتهم، فقال عليه الصلاة والسلام: "وَلَكِنْ لِيَقُلْ: غُلَامِي وَجَارِيَتِي، وَفَتَايَ وَفَتَاتِي" وهي كلمات تنطق بالحب، وتفيض بالحنان، وتنطق بالإعزاز والإكبار، وتشهد للمتكلم برقة المشاعر ولطافة الحس وحسن الأدب مع الله أولاً ومع الناس ثانياً، ومع النفس أيضاً؛ لتكفكف من غلوائها، وتحد من كبريائها وغطرستها، وتتواضع لعظمة الخالق – جل جلاله -.

وقد كان الإسلام حريصاً كل الحرص على إلغاء الرق ولكن بالأسلوب الهادئ الهادف، الذي لا يخل بالاقتصاد، ولا يتعارض مع العدل، ولا يتنافى مع الرحمة ورعاية مصالح العباد في العاجل والآجل.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day