1. ألبوم الصور
  2. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

164 2020/02/24
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ :

دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: "يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟". قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟". قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ"، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي".

أي اعتصم بك وألوذ بجلالك واحتمي بحماك من شر الهم والحزن، وأسألك بقدرتك أن تدفعهما عن قلبي دفعاً، وأن ترفع عني كل سبب يؤدي إليهما، وأن تشرح صدري بنور الإيمان حتى لا يحزنني الشيطان بما يورده علي من الوساوس والهواجس والشبهات، وبما يلقيه في قلبي على حين غفلة مني ليعكر به صفو إيماني، وغير ذلك مما يعد في طريق الرضا بالقضاء والقدر.

وكان أصحاب النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يحبون الخلوة في بيوتهم وفي المساجد؛ للذكر والدعاء، والتفكر في مخلوقات الله عز وجل، وذلك إذا فرغوا من أعمالهم المعيشية. وكان الرجل منهم إذا حزنه أمر هرع إلى الصلاة أسوة برسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لأن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد.

وقد عبر النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – عن الدعاء بالكلام؛ لأنه دعاء ينبغي أن يصدر من الأعماق عن يقين بالإجابة، حتى يبدو للداعي كأنه يكلم ربه بقلبه ولسانه وكيانه كله.

والهم: هو الشدة البالغة بسبب توقع المكروه – يقال: أهمه الأمر أي أتعبه التفكير فيه والخوف من وقوعه على غير ما يرجو ويؤمل.

والحزن: هو الشدة البالغة بسبب تذكر ما فات، يقال: فلان حزين يعني على موت عزيز لديه، أو فقد شيء من ماله، فهو يقع بسبب التفكير فيما مضى.

والغم: هو الكرب الشديد الذي يقع للإنسان لأسباب كثيرة، فيجمع بسببه الهم والحزن معه، فيغم عليه الأمر ويلتبس عليه حتى لا يعرف كيف يتخلص منه – من قولهم غم الهلال أي: استترعن أعين الناس، وصعب عليهم رؤيته.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day