البحث
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ
عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:
أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: "أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا"؟، قَالَ: لَا. قَالَ: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ" قَالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ.
والخلاصة أن التسوية بين الأولاد واجبة إن خيف من عدمها الضرر وقطيعة الرحم، وهو أمر متوقع الحصول في غالب الأحوال.
وإذا كانت التسوية واجبة حرم على الوالد أن يميز أحدهم بشيء إلا بإذنهم ورضاهم.
وهذا الحديث برواياته المختلفة يوجب التسوية بين الأولاد في العطية ما لم تكن هناك ضرورة شرعية تدعو إلى تمييز أحدهم عن الآخر، إذ الضرورات تبيح المحظورات كما هو معلوم من الكتاب والسنة.
ويقاس على العطية التسوية في المعاملة ما أمكن حتى لا يحدث بينهم ما يدعو إلى العداوة والبغضاء.
وأي تفضيل لأحد الأولاد عن الآخر يؤدي إلى كراهة بعضهم لبعض فينشأون على التحاسد والتباغض، والخصام والنزاع والتفرق وهو أمر لا يرضاه الآباء والأمهات قطعاً مع أنهم سبب فيه.
والمطلوب من الآباء والأمهات أن يغرسوا الحب والتفاهم بين أولادهم بالطرق التربوية المثلى، والتي من أهمها التسوية في المعاملة ما أمكن.
والقسمة تفتضي العدل والمساواة، فما من مرفوع في جهة إلا مخفوض في جهة أخرى، فتأمل ذلك ودع الأرض لله يورثها من يشاء من عباده { وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.