1. ألبوم الصور
  2. اعْمَلُوا وَلَا تَتَّكِلُوا

اعْمَلُوا وَلَا تَتَّكِلُوا

197 2020/02/26
اعْمَلُوا وَلَا تَتَّكِلُوا

عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِيَدِهِ عُودٌ، فَنَكَتَ فِي الْأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:

"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ".

قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ؟

قَالَ: "لَا، اعْمَلُوا وَلَا تَتَّكِلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }.

 

 

الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان بالله عز وجل، فمن لم يؤمن بقضاء الله وقدره لا يكون مؤمناً بوحدانيته عز وجل، ولا مقراً بأوصافه الكمالية.

وذلك لأن القضاء والقدر من الأمور الغيبية التي اختص الله بعلمها ولم يجعل لأحد معه فيها مجال.

وقضاء الله: حكمه العدل في كل ما خلق وبرأ وذرأ.

وقدره: هو علمه بما كان وما يكون وما هو كائن، فهو جل شأنه قدر ما قدر بعلمه المحيط، فلا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ولا يعلم أحد ما قدره الله عليه، ولا ينبغي له أن يخوض في أمر القضاء والقدر؛ فإن الخوض فيه مهلكة فضلاً عن أن العقول لا تدرك من كنههما شيئاً.

إن الله – عز وجل – قد فرغ من أمر الخلق قبل أن يخلقهم، فما قدره عليهم فهو نافذ لا محالة فيهم – رفعت الأقلام وجفت الصحف.

اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أي مهيأ وموجه ومسخر بالإرادة العليا إلى ما خلق له من جنة أو نار.

وعلى العبد أن يسعى وليس عليه تحصيل المطالب، واعلم أيها الأخ المسلم أن الأسباب بيد الله عز وجل، فمن شاء سأل الله أن يوفقه للأخذ بها بعد أن يعرفها له، فإن من دعاه أجابه ومن سأله أعطاه.

 

 

 

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day