1. ألبوم الصور
  2. أَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ

أَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ

137 2020/02/27
أَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ

عَن أَبي وَائِلٍ شقيق ابن سلمة – قَالَ:

خَطَبَنَا عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ - فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ!!   فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ، وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْرًا".


 

 

الإسلام يسر لا عسر فيه ولا حرج؛ فمن تشدد فيه، أو شق على نفسه في أمر من الأمور التي أمره الله بها، أو شق على الناس – فإن الإسلام يغلبه بسماحته ووسطيته التي لا إفراط فيها ولا تفريط.

فالدين هو اليسر نفسه – كما يفيده هذا الحديث – وهو بهذا اليسر يغلب كل من يغلو فيه أو يكلف من الأعمال ما لا يطيق، أو يحمل غيره على ذلك.

ونحن الآن أمام وصية غالية ينبغي أن يضعها الخطباء نصب أعينهم ليريحوا، ويستريحوا من عناء الشطط في التطويل الممل، الذي يسبب حرجاً للمرضى، وكبار السن, ومن له حاجة يريد أن يقضيها، أو يعزم على سفر يريد أن يدرك الوسيلة التي تبلغه المكان الذي ينوي الرحيل إليه.

وخطبة الجمعة تسبق الصلاة، والناس ينتظرونها وهم على وضوء، وفيهم من به عاهة تمنعه من طول الانتظار، والزحام شديد، فلا هو يستطيع أن يصبر على حبسة الفضلات في جوفه، ولا هو قادر على تجديد وضوئه فماذا يفعل؟! والخطيب ماض في خطبته ينتقل من موضوع إلى موضوع، وينسى هؤلاء المرضى، وأمثالهم من ذوي الحاجات، والذين يجلسون في الشمس، فأي ذنبٍ هذا الذي يقترفه هذا الخطيب في حق هؤلاء المظاليم!

إنه قد أساء وظلم وخالف سنة النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –، وبغض الناس في الصلاة، والنصائح التي يسديها لهم، وربما يترك بعض الناس صلاة الجمعة من أجل تطويل هذا الخطيب.

وإني أهيب بكل خطيب أن يتبع هذه السنة النبوية، وأن يتخير من الكلام ما يناسب عقول الناس على اختلاف درجاتهم في الثقافة والفهم، وأن يتخير الموضوع الذي يريد أن يتكلم فيه فيحصر ذهنه في عناصره، ولا يخرج عنها فتختلف به السبل في التعبير هنا وهناك، فيقطع صلة الناس بالموضوع الذي تعلقت أذهانهم به عند البدء فيه.على الخطيب أن يدعم قوله بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي صح نقلها عنه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بالسند المتصل.

إن الخطابة فن مبني على رقة الأحاسيس والمشاعر، ومعرفة أحوال الناس وأدوائهم، وأختيار ما يناسبهم في الأقوال والأفعال، وتحري الأوقات التي يكونون فيها أكثر إصغاء وقبولاً لما يلقى إليهم.

 

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day