1. ألبوم الصور
  2. فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ

فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ

185 2020/02/27
فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

"تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ".

الزواج مطلب من أسمى المطالب العلية لما فيه من حفظ النسل، واستقرار الحياة البشرية على الأرض في وضع يتمكن فيه الإنسان من عمارتها وإصلاحها على النحو الذي أراده الخالق عز وجل.

فالمرأة والرجل شريكان في هذه الخلافة يتعاونان معاً في إقامة حدود الله، وتأدية ما افترض الله عليهما، بحيث يكون كل منهما ردءاً للآخر في تحقيق ما يصبو إليه كل منهما، وشريكاً له في تحمل تبعات الحياة بقدر طاقته البشرية.

والنسب الشريف من الأمور المعتبرة بين الناس في الزواج على وجه الخصوص، وفي غيره على وجه العموم؛ لأنه انصهار بين أسرتين، فلابد أن يكون بين المتصاهرين من توافق مادي ومعنوي حتى لا يقع الضرر على إحدى الأسرتين.

والكفاءة في الأنساب شرط من شروط صحة الزواج عند كثير من الفقهاء بمعنى أن يكون الرجل كفئاً للمرأة؛ لأنها تضاف إليه وتعرف به.

فإذا ما رغب الرجل في المرأة ذات النسب الشريف والحسب الرفيع، فإنه يكون قد أصاب الهدف وأحسن التقدير، بشرط أن يكون لهذه الحسيبة النسيبة دين يعصمها من الوقوع في الزلل.

لهذا قال النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ". أي اجعلها منتهى البغية؛ فإن في نكاحها نصرة لك ولدينك، لأن ذات الدين جمالها في

خلقها وحسن تصرفها؛ لأنها قد استمسكت بما فيه عصمة أمرها، فصانها عما يشينها وحلالها بما يزينها.

ورأس مالها في دينها أيضاً؛ لأن ذات الدين مباركة، يجعل الله القليل في يدها كثيراً، وهي غالباً ما تكون قنوعة، ليس في قلبها من الأهواء ما يدفعها إلى الطمع وتكليف الزوج ما لا يطيق، وهي غالباً ما تكون وسطاً في الإنفاق؛ لأن دينها علمها ذلك.

فالمرأة ذات الدين يتجلى فيها جمال الظاهر وجمال الباطن في أقوالها وأفعالها وأحوالها.

أما أقوالها فالصدق رائدها، وأما أفعالها فالإيمان صبغتها، وأما أحوالها فالاعتدال شيمتها بحيث لو غضب لا تتمادى في الغضب ولا تتهور بسببه.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day