البحث
إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا".
أحكام الشريعة الإسلامية تبني على الصدق واليقين لا على الظن والتخمين.
فقواعد الإسلام العقدية والشرعية قطعية، لا شك فيها ولا التباس ولا تناقض فيها ولا اختلاف.
والإسلام حريص كل الحرص على تحرير المسلم من بوائق الشك وغوائله، وهواجس النفس وخطراتها، ووساوس الشيطان وخطواته. والمرء رهين قلبه فصلاحه في صلاحه، وفساده في فساده.
ولا يصلح القلب إلا بترك الظنون السانحة، والتي ترد عليه من هنا وهناك؛ فإنها تعكر عليه صفوه، وتكدر جلوته، وتطفيء نوره، وتذهب بما فيه من سكينة وطمأنينة.
ولهذا حذرنا الرسول – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في هذه الوصية من الظن السيئ فقال: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ".
فإن الظن أكذب الحديث عند الله وعند العقلاء من الناس.
والظن قسمان: ظن حسن يهدي إلى البر، ويقطع الشك المؤدي إلى إفساد المعتقد.
وظن سيئ يؤدي إلى تتبع العورات وانتهاك الحرمات، وتخوين الأبرياء وإيقاع الفتن بين الناس.
ونحن نعلم أن العبد لا ينجو من عذاب الله في الآخرة إلا بسلامة القلب وصدق اليقين.
وعلى المسلم أن يحسن الظن بأخيه المسلم ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وإذا وقع في قلبك الظن السيئ فلا تحاول أن تحقق هذا الظن بالتقصي والتحسس والتجسس واتباع العورات.
وإذا تشاءمت من شيء فاستبدله بالتفاؤل، وامض في طريقك متوكلاً على ربك عز وجل.