البحث
الْعَائِدَ فِي صَدَقَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ:
حَمَلْتُ عَلَى فَرَسٍ عَتِيقٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَضَاعَهُ صَاحِبُهُ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ بَائِعُهُ بِرُخْصٍ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: "لَا تَبْتَعْهُ وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ، فَإِنَّ الْعَائِدَ فِي صَدَقَتِهِ، كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ".
الهبة من الله تبارك وتعالى تفضل وامتنان، ومن العبد تبرع وإحسان، ولولا توفيق الرب ما تبرع الإنسان، وهو الشحيح بطبعه، فتكون الهبة من الله على الحقيقة، ومن الإنسان على المجاز.
ومن راقب الله عرف ذلك، فلا يعد نفسه واهباً، بل يعتبر نفسه مناولاً.
ومن حاسب نفسه منعها من الشح واستله من طبعها، ولن يفلح إلا بذلك.
والكرم في الإنسان أريحية، قد تكون هبة وقد تكون اكتساباً.
والكريم بطبعه عزيز.
والكريم بالاكتساب كثير والحمد لله.
وأكرم الناس الأنبياء، وأكرم الأنبياء محمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً.
والأصل في الهبة أن لا يرجع فيها الواهب على من وهبها له، ولكن لما كان للوالد في مال ولده شبهة حق جوز له المالكية ومن وافقهم رجوعه فيها بالشروط المتقدمة.
أما الصدقة فلا خوف بين العلماء في حرمة استردادها تحت أي ظرف من الظروف؛ فقد خرجت عن ملك المتصدق لوجه الله تعالى.