1. ألبوم الصور
  2. لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً

لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً

148 2020/03/01
لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً

عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا".

الإنسان كائن متحرك بالإرادة، كما عرفه الكثير من رجال الفلسفة وفرسانها.

ومعنى هذا التعريف: أن الإرادة هي التي تميزه عن غيره من الحيوان، فإذا سلبت منه الإرادة كان إنساناً وشخصاً بلا هوية. وحينئذ يتحرك كما يتحرك الحيوان كيفما اتفق، لا يدري ماذا يفعل؟ ولماذا فعل؟ ولم فعل؟ وكيف فعل؟.

إنه ينقاد بهواه لا بعقله، وينساق وراء شهواته وملذاته بلا وعي ولا إدراك ولا رابط يمنعه عن غيه ولا ضابط يحجزه عن سفهه.

جاء في لسان العرب لابن منظور: الإمعة والإمع – بكسر الهمزة وتشديد الميم -: الذي لا رأي له ولا عزم، فهو يتابع كل أحد على رأيه ولا يثبت على شيء، والهاء فيه للمبالغة.

وحاشا أن يكون المؤمن كذلك، بل هو كيس فطن، يملك عواطفه ويحكمها، ويكبح جماح نفسه كلما شعر أنها أخطأت طريق الخير وانحرفت عن سواء السبيل.

إن المؤمن الحق من كان هواه تبعاً لدينه، وكان هدفه من دنياه أن تكون مزرعة للآخرة، وأن يكون رائدة في شأنه كله القرآن والسنة، وأن يكون مبلغ همه رضا الله عز وجل، وأن يكون تعامله معه لا مع الناس، فهو يحسن إلى الناس سواء أحسنوا إليه أم لم يحسنوا؛ بل هو يحسن لمن أساء إليه أكثر مما يحسن لمن أحسن إليه، تحدثاً بنعمة الله وتعبداً له.

والمؤمن قدوة للناس بأقواله وأفعاله، وأسوة لهم في الخلق الفاضل والسلوك النبيل، يسودهم بعلمه ويملكهم بحلمه.

ومن هذه الوصية نتعلم كيف نكبح جماح أنفسنا ونردعها عن ارتكاب الشر، وندفعها دفعاً إلى مواطن الخير ومسالك البر حتى يصير الإحسان ديدنها في جميع الأحوال.

 

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day