1. ألبوم الصور
  2. فُكُّوا الْعَانِيَ

فُكُّوا الْعَانِيَ

146 2020/03/01
فُكُّوا الْعَانِيَ

عَنْ أَبِي مُوسَى عبد الله بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فُكُّوا الْعَانِيَ - يَعْنِي الْأَسِيرَ -  وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ".

الإسلام دين المحبة والإخاء والتعاون على البروالتقوى، لا يضام إنسان في ظله، ولا يشقى أحد بعدله. دين يدافع عن المباديء الإنسانية التي تدعو الإنسان إلى احترام أخيه الإنسان وتقدير مشاعره ومواهبه وقدراته، ومراعاة ظروفه العامة والخاصة.

دين يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، ويحض على إطعام المساكين وتنفيس الكرب عن المكروبين، ومواساة المرضى ومن في حكمهم من البائسين والمحرومين.

وهذه الوصية من مئات الوصايا التي تعبر عن سماحة هذا الدين حتى مع أعدائه؛ لأنه دين لا يعادي من يعديه، ولكن يكتفي برد عدوانه عن معتنقيه، ويتشوف إلى الإسلام متى وجد سبيلاً إليه، ويجب كل ذنب اقترفه الكافر إذا أسلم، ويبارك خطاه إذا أظهر للمسلمين حسن النية، ولم يصدر منه ما يظهر خبث طويته وفساد قصده.

فها هو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأمر المسلمين جميعاً بفك العاني من أسره، وإطعام الجائع بما يسد جوعته، وعيادة المريض في المرض الذي يسمح فيه بعبادته؛ تطيباً لنفسه، ومواساة لقلبه، وتخفيفاً لآلامه، وتجديداً لآماله في الشفاء، وترغيباً له في الصبر من أجل الحصول على الثواب.

وقد جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكاك أسرى المسلمين من بيت المال لكثرة ما كان فيه من الأموال.

فإذا لم يكن هناك بيت مال للمسلمين وجب على الأغنياء أن يقوموا بهذا الواجب، فإن لم يقم به بعضهم أثموا جميعاً إثماً عظيماً، وفرطوا في دينهم تفريطاً لا يغفر لهم إلا إذا تابوا توبة نصوحاً وأخلصوا لله دينهم وبذلوا من أموالهم الكثير والكثير؛ ابتغاء وجه الله تعالى وطلباً لمغفرته، فهذا هو الطريق إلى النجاة من عذاب الله في الدنيا والآخرة.

فكاك الأسير فرض على أهل الأرض التي يقاتل عليها، ولكن إذا فرط أهل الأرض التي يقاتلُ عليها فإن أهل الأرض الذين يلونهم يجب عليهم أن يقوموا بفكاكه إذا علموا أنهم قصروا في ذلك، فالمسلمون بعضهم لبعض ظهير.

ولا بأس أن يكون هناك تبادل بين الأسرى فنعطيهم من أسراهم ونأخذ من أسرنا بحسب ما تقض به الظروف والأعراف المتبعة، وبالقدر الذي يتفق عليه فيما بيننا وبينهم، وليكن رأس مسلم برأس كافر أو برأسين إن دعت الضرورة إلى ذلك بعد المشورة وأخذ الرأي، ولكل حال ما يناسبها.

وأما أسرى الكفار فإننا نحسن معاملتهم لنظهر لهم سماحة الإسلام ونسمعهم كتاب الله تعالى لعلهم يستجيبون لنداء الفطرة فيتخلون عن جحورهم وكبريائهم ويؤمنون بالله ربهم.

وقد عرفنا من سيرة أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسن معاملة الأسرى بأسلوب يدعو إلى الفخر والاعتزاز بهذا الدين القويم، والذي يعفو عن قدرة، ويصفح الصفح الجميل عمن أساء إليه متى وجد منه ميلاً إليه.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day