1. ألبوم الصور
  2. مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ

مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ

228 2020/03/01
مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ

عَنِ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

"مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ أَتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ". 

هذه الوصة الغالية تدعونا إلى التأدب مع الله عز وجل، والتأدب مع الناس.

والتأدب مع الله من أعظم المقامات التي يرتقي إليها الراسخون في العلم، ومن خلاله يكون الأدب مع الناس؛ لأن العبد إذا عرف الله بأوصافه الكمالية على قدر طاقته البشرية – عرف ما يحبه الله، فأتى به على أكمل وجه، وعرف ما يبغضه فاجتنبه؛ حياءً منه وطاعة له، وابتغاء لمرضاته وطمعاً في عظيم فضله وواسع رحمته.

وإذا أردنا أن نُعرفَ الأدب مع الله قلنا: إنه المراقبة التامة لله في جميع الأقوال والأفعال والأحوال بقدر الطاقة البشرية، بحيث لا يراك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك.

وأما التأدب مع الناس النابع من الأدب مع الله فهو أن تطيع الله فيهم إن عصوه فيك، فهذا هو منتهى الأدب مع الناس بإيجاز.

قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ" دعوة إلى السلم والعفو والتريث في اتخاذ القرار وإصدار الحكم.

وغالباً ما يكون هذا المستعيذ ممن يستحق الرحمة؛ لعجزه عن المقاومة، أو ضعفه عن تحمل ما أصابه.

وربما يكون اعتصامه بالله ناشئاً عن ميله إلى السلم وبغضه للشقاق، وحبه للوفاق وشعوره بالندم وعزمه على التوبة النصوح.

ومن هنا كان من الواجب علينا ألا نأخذ بعموم النص إذا وجدنا قرينه نصرفه عن العموم؛ فليس كل من استعاذ بالله أعذناه، وليس من أعذناه مرة فوجدناه لئيماً يتمادى في الشر – يجب علينا أن نعيذه مرة أخرى؛ فإن ذلك يدعو إلى التمرد أكثر وأكثر، ونكون بذلك قد جنينا عليه وأسأنا إلى أنفسنا.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ" قاعدة أخرى من قواعد الأخلاق السامية، تعلمنا الأدب مع الله عز وجل والرحمة بذوي الحاجات.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ" قاعدة أخرى من قواعد الخلق الفاضل والسلوك النبيل. فإجابة الداعي من الأمور التي تعتريها الأحكام الخمسة، وهي: الوجوب، والندب، والكراهة، والحرمة، والإباحة.

ويستطيع المؤمن بنور بصيرته مع شيء من العلم بأحكام الدين أن يفتي نفسه بأن إجابة هذه الدعوة فرض أو مستحب أو مكروه أو حرام أو هي من الأمور المباحة التي إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها.

 

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day