1. ألبوم الصور
  2. الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ

الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ

166 2020/03/01
الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ

وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ: عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: "لَا يَنْفَتِلْ، أَوْ لَا يَنْصَرِفْ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا".

هذا الحديث أصل من أصول الإسلام استنبط منه الفقهاء قواعد فقهية يشد بعضها بعضاً، فقالوا: اليقين لا يزول بالشك، وقالوا: اليقين لا يرتفع إلا بيقين، وقالوا: يجب استصحاب الأصل وطرح الشك وبقاء ما كان على ما كان، وقالوا: الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطاريء عليها. وكلها ألفاظ متقاربة في المعنى.

وهذا الحديث من أمهات الأحاديث التي تعالج مرضاً عقلياً ونفسياً قد استفحل خطره واستشرى ضرره على الكثير من الناس، ولاسيما الذين أخذوا طريقهم إلى الله تبارك وتعالى، واستعانوا به على طاعته وابتغاء مرضاته، فإن هؤلاء يعمل الشيطان جهده في صدهم عن الصراط السوي وإفساد عبادتهم بإلقاء الوساوس والشبهات في قلوبهم وتشكيكهم في كل شيء يتعلق بأمور دينهم.

لهذا كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحذر من الأخذ بالشك في الأمور التي تتعلق بالعقائد والعبادات والمعاملات، والتمادي في الوساوس التي يميلها الشيطان عليهم ليلبس عليهم دينهم ويوقعهم في حرج شديد يعوقهم عن تأدية وظائفهم الدينية والدنيوية، ويثبط هممهم عن طلب المعالي والسعي إلى ما فيه خيرهم وسعادتهم في داري الدنيا والآخرة، فيقول: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ الْكَذِبَ رِيبَةٌ". أي: دع ما تشك فيه، واعتمد على اليقين في شأنك كله؛ فإن اليقين صدق والصدق طمأنينة للقلب وسكينة للنفس، والكذب على الضد من ذلك.

وقد كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكثر من قراءة المعوذتين في صباحه ومسائه طرداً للشيطان ودفعاً لوساوسه، وهو المعصوم، فكيف بنا نحن!.

ومن جهة أخرى يغرس النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطمأنينة في قلوب المؤمنين فلا يأتيهم من قبل الشيطان شيء من وساوسه وهواجسه، فيوصيهم أن يأخذوا باليقين ويطرحوا الشك في الصلاة وفي سائر أمورهم الدينية والدنيوية.

فتكون هذه الوصية هي الأصل الذي يرجع إليه الفقهاء في تقعيد القواعد التي يندرج تحتها ما جد وما يجد من شئون الدين والدنيا.

 

 

 

 

 

 

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day