1. ألبوم الصور
  2. أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ

أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ

160 2020/03/01
 أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ

عَنْ أَبِي عبد الرحمن عُوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوساً عِنْد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ:

"أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟" وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ، فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟" فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟" قَالَ فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: "أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَتُطِيعُوا"، وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً: وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا"، فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ".

كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصي أصحابه رضوان الله عليهم بالتعفف عن المسألة والتنزه عما في أيدي الناس، والقناعة بما في أيديهم والزهد في الدنيا بوجه عام، والاعتزاز بالله عز وجل، والثقة بفضله، وحسن التوكل عليه، والرضا بقضائه وقدره، وإقراره بالعبادة والتوجه إليه بالدعاء الخالص في تمسكن وتواضع.

وفي هذه الوصية يرسم النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخطى لمن أراد العزة وسعى إليها، ويحدد معالم الطريق إلى الله في تؤدة واتزان، فيسأل أصحابه البيعة على أمور تضمن لهم سعادة الدنيا والآخرة، فيستوضحون منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بنود المبايعة وقواعدها وشروطها، فيجيبهم الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ" فيه دعوة بلطف إلى ما يريد أن يبايعهم عليه؛ فالاستفهام هنا للمبالغة في الحث على المبايعة والترغيب في الإسراع إليها بحزم وعزم.

والمبايعة معناها: المعاهدة، مأخوذة من البيع، وهو تبادل المنافع بين البائع والمشتري، والمناولة للسلعة والثمن بالأيدي، فشبه من يضع يده في يد أخيه ليعاهده على شيء بالبائع والمشتري حين يضع كل منهما يده في يد الآخر؛ توكيداً لإتمام البيع والرضا به.

إن المسلم الحق هو الذي يعتز بالله عز وجل، ويعيش في كنفه راضياً بقضائه وقدره، قانعاً بعطائه، شاكراً لنعمائه، يرى في المحن منحاً فيشكر ربه تبارك وتعالى ويحمده حمداً متواصلاً في المنشط والمكره، ولا يغفل عن ذكره في ليله ونهاره؛ إذ لولا الذكر ما اطمأن القلب، وطمأنينة القلب هي النعمة الكبرى على الإطلاق، ولا ينالها إلا المؤمنون المخلصون.

هذه البيعة النبوية في مواطن العز والكرم، والإباء والشمم، لعلك تبايع ربك عز وجل وتعاهد نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علة أن تعبد ربك عز وجل بإخلاص تام، وأن تقيم الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، وأن تسمع وتطيع من أمرك بمعروف أو نهاك عن منكر، وأن تقنع بما آتاك الله وتزهد فيما في أيدي الناس ما استطعت.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day