1. ألبوم الصور
  2. إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ

إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ

174 2020/03/01
 إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمْتَهُ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَعْلِمْهُ، قَالَ: فَلَحِقَهُ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ فَقَالَ، أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ".

الحب في الله عز وجل غاية لا يدركها إلا من سلمت سريرته، وحمدت سيرته، وحسن معدنه، وفقه في دينه، وسلمت فطرته من المؤثرات البيئية الضارة والأهواء الضالة، وهذا في الرجال عزيز نادر وجوده في هذا الزمان، لكن أمثاله في الصحابة كثير، وفي التابعين عدد لا بأس به.

لقد كان أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحاب قلوب كبيرة سلمت من كل ما يعكر صفو الإيمان، ويكدر جلوة اليقين، فتآخوا على الحب – اجتمعوا عليه وتفرقوا عليه، وعاشوا به متعانقين يؤثر بعضهم بعضاً على نفسه بما لديه ولو كان في أشد الحاجة إليه.

ولقد تحقق الإخاء بينهم بكلمة الله عز وجل فانصهر المهاجرون بعضهم في بعض، وانصهر الأوس والخزرج بعضهم في بعض، ثم انصهر المهاجرون والأنصار في بوتقة واحدة، فتعاونوا جميعاً بالحب على البر والتقوى، وائتلفت قلوبهم على كلمة سواء فكانوا جميعاً يداً واحدة على من عاداهم.

ولما كان الحب أسمى شيء في الحياة أوصى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإظهاره والتعبير عنه بالأقوال والأفعال الدالة عليه؛ ليتعمق في النفوس أكثر وأكثر، ويؤتي ثماره اليانعة بين المحبين فقال: "إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ".

لأنه إذا أخبره بأنه يحبه بادله حباً بحب وقرباً بقرب، ونشأت بينهما علاقات طيبة وصلات وثيقة، كثيراً ما تؤدي إلى التعاون البناء بينهما وبين أسرتيهما.

والحب لله هو الجامع بين المحبين على الهدى في الدنيا، والجامع لهم في أعلى عليين في جنة عرضها السماوات والأرض.

والحب في الله له ثمرات يانعة يجنيها المتحابون ما دام الحب بينهم قائماً.

ومن أعظم ثمراته الشعور بحلاوة الإيمان تسري في القلوب سريان الدم في العروق فتنتعش وتطمئن.

ويؤخذ من هذا الحديث: أن من أحب إنساناً لغرض من أغراض الدنيا فليتخلص من هذا الغرض الدنيوي، ويخلص حبه لله عز وجل حتى ينال درجة المحبين في الله، وتحصل له ثمرات هذا الحب ويجد حلاوته في قلبه.

الحب في الله له صفة الدوام والكمال، فإن لم يكن كذلك فلا يكون حباً خالصاً لله. فما أعظم هذا الحب، وما أجمل آثاره وثمراته. ومن ذاق عرف.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day