1. ألبوم الصور
  2. أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ

أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ

255 2020/03/01
أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ

عَنْ أَبِي ذَرٍّ جندب بن جنادة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ". قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا". قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: "تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَالَ: "تَكُفُّ شَرَّكَ عَنْ النَّاسِ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ".

كان أبو ذر الغفاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يسأل النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثيراً عن أفضل الأعمال عند الله عز وجل وأولاها بالتقديم عند التساوي – فيجيبه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عما سأل بكل حبور وسرور؛ لأنه كان يحبه حباً شديداً، ويليه عناية خاصة، ويرى فيه الإسلام كله، يمشي به بين الناس، فيكون لهم نعم القدوة ونعم الرفيق في الحضر والسفر.

أما الإيمان بالله فهو أصل الأصول العقدية والشرعية والأخلاقية، فهو كما قال عليه الصلاة والسلام: "بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً أَعلَاهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ".

وقد فهم أبو ذر ما تضمنه هذا الجواب وعرف ما يبتغيه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه، وهو الجهاد في سبيل الله، المبني على الإيمان، وقد كان رجلاً لماحاً، يعرف مجاري الكلام ومراميه.

إنه يعرف أن الإيمان هو الجامع لخصال الخير كلها فلو اقتصر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجواب عليه – ما كان جواباً شافياً، ولكن لما أضاف إليه شعبة من أعظم شعبه – عرف أنها هي الجواب، وأن ذكر الإيمان قبله كان شرطاً لصحته وقبوله، فكأنه قال له: جاهد في سبيل الله وأنت مؤمن.

ونحن نعلم أن صحة العمل وقبوله متوقفة على الإخلاص فيه، والإخلاص لا يتأتى إلا مع الإيمان الكامل؛ وقد جاء في الحديث الصحيح: "أخلص دينك يكفيك القليل من العمل".

ومعنى "أخلص دينك": اجعل خضوعك لله خالصاً؛ فالدين معناه هنا: الخضوع والامتثال.

والإخلاص معناه: تخلص القلب من مراقبة الخلق ومراءاتهم بالأعمال وتعلقه بذي الجلال والإكرام وحده.

ويقاس إيمان المرء بقدر إخلاصه في دينه وتسليم قلبه لخالقه ومولاه.

فمن قوى إيمانه، قوي عزمه، ومن قوي عزمه، ملك نفسه، ومن ملك نفسه، طرد شيطانه عنها، وعندئذ يكون جنداً من جنود الله يقاتل في سبيله وابتغاء مرضاته ولا يخشى فيه لومة لائم.

فالإيمان أولاً والجهاد ثانياً وسائر الأعمال الصالحة ثالثاً، وكلها من متطلبات الإيمان ومقتضياته، منه تنبع وفيه تصب.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day