البحث
لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ
عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"لَا تُؤْذُوا عِبَادَ اللَّهِ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ، وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ حَتَّى يَفْضَحَهُ فِي بَيْتِهِ".
الإسلام دين يدعو معتنقيه إلى التمسك بالفضائل، وهي كثيرة لا تنحصر في دائرة معينة ولكنها تشمل مناحي الحياة كلها.
وهذه الفضائل على كثرتها تتبع من الإيمان وفيه نصب، فهي شعبه التي يتشعب بعضها من بعض، وتحت كل شعبة من الخصال الكريمة ما لا ينحصر.
وهذه الشعب والخصال ميزانها العدل المطلق والمساواة التامة بين الناس في الحقوق العامة.
فإن من أفتك الآفات التي تغتال مشاعر الإخاء والمودة بين المجتمعات – استخفاف إنسان بإنسان؛ والنظرة إليه في سخرية واستهزاء فذلك من شأنه أن يبعث في النفوس الكراهية والعدوان والتنافر والتناحر.
والسخرية من الناس من أعظم أنواع الأذى، فمن منا يحب أن يسخر منه إنسان كائناً من كان. إن في السخرية من الناس جرح لمشاعرهم وتنقص من إنسانيتهم واحتقار لمكانتهم بين الناس ومقامهم عند الله عز وجل؛ فإن المؤمن أكرم عن الله من ملائكته؛ لأنه أطاعه وانقاد لأوامره وغالب نفسه وهواه وشيطانه ودنياه، وآثر رضا خالقه ومولاه.
فالمؤمن أخو المؤمن لا يشوكه بشوكة إن استطاع إلى ذلك سبيلاً، ولا يجرح مشاعره بكلمة نابية، ولا يحقر من شأنه بنظرة خائنة، ولا يضمر له في قلبه شيئاً يسوؤه.
والمؤمن الحق هو الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه. ويكره لأخيه ما يكره لنفسه، فإذ هم بإذائه تحركت التقوى في قلبه ونازعته فيما يريد أن يقدم عليه وحالت بينه وبين ذلك ودعته إلى كظم الغيظ والعفو والصفح الجميل.