1. ألبوم الصور
  2. لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ

لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ

310 2020/03/01
لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

 "لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ".

الأخوة الإيمانية تقوم على الحب المتبادل بين المؤمنين، وهذا الحب ينبغث من سلامة القلب من الحقد والحسد، والغيرة والغرور، والعجب وحب الذات.

فمن آمن بالله إيماناً كاملاً، أحب لأخيه ما أحبه لنفسه، فإن أصابه خير هنأه. وإن أصابه ضر واساه ونفس عنه كربته وشاركه آلامه وآماله.

والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الوصية يخاطب المؤمنين الذين لم يكتمل إيمانهم بعد محذراً من آفة تجلب على صاحبها البلاء، وتورثه الشقاء، وتحرمه من التمتع بطيبات الحياة، وهي الشماتة.

ومعناها: الفرح المؤقت لبلاء يقع لغيره؛ حسداً له وحقداً عليه، وهي دليل على العداوة والبغضاء، فلا يشمت أحد بأحد إلا لعداوة بينهما قد تكون ظاهرة، وقد تكون كامنة.

والشماتة دليل على الخيبة والخبال، والعرب تسمى الشامت خائباً فيقولون: رجعوا شماتي: أي خائبين مخذولين، وخزايا محرومين.

وقول الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُظْهِرْ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ" نهى عن إظهارها وإخفائها. وكأنه قال: لا تشمت به أبداً، وإن وقعت في قلبك شماتة فلا تعمل على إظهارها، بل اجتهد في إزالتها بكل ما أوتيت من علم وحكمة.

المؤمن الحق هو الذي يدع للصلح موضعاً، ولا يجعل للشيطان عليه سبيلا، ولا يدنس قلبه بهذه الآفة البغيضة، وهو يعلم أن الدهر ذو غير: يوم له ويوم عليه.

والعافية من الله كلمة واسعة الدلالة في معناها ومغزاها ومرماها، فهي تعني معافاة الأبدان من الأمراض والعلل، ومعافاة القلوب من الحقد والحسد والغيرة والنفاق وسائر ما يعكر صفو الإيمان من الآفات، ومعافاة الأموال من التلف أو النقصان أو خلطها بحرام أو إنفاقها في غير وجهها.

والشماتة – يا أخي المسلم – نوع من الفسق، ينشأ – كما ذكرنا – عن الحقد والحسد وغيرهما من الآفات المنافية للإيمان الصحيح؛ لهذا كان الشامت عرضه للبلاء؛ معاملة له بسوء فعله.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day