1. ألبوم الصور
  2. مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ

مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ

301 2020/03/01
مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ

عَنْ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

"مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ، يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ". 

الصلوات الخمسة تجديد للعهد الذي بين العبد وربه، فإذا صلى العبد صلاة اطمأن قلبه بها وشعر بالوفاء قد ملأ أعماق قلبه، وأحس بأنه أدى الأمانة وتحلل من الحق الذي قطعه على نفسه بالإسلام وطالبه الله به في هذا الوقت الذي حدده له، ثم ينخرط في عمله ويشغل بأمور دنياه فترة قصيرة من الزمن، فإذا بالمنادي يناديه حي على الصلاة حي على الفلاح، فيعود إلى ساحة الصلاة؛ ليتخفف من أوزاره ويتخلص من شواغله الدنيوية بعض الشيء، ويدخل في حرم الله تعالى مرة أخرى فيؤدي ما وجب عليه في خشوع وخضوع وتمسكن وتواضع، وهكذا يفعل في يومه وليلته، فيظل على صلة وثيقة بينه وبين ربه عز وجل، ويتعرض لرحمته ومغفرته كلما شعر بوطأة الذنوب وثقلها على قلبه، فيكون بذلك عبداً ربانياً يتقلب في رحاب العبودية حتى يلقاه.

إنها السعادة في أسمى مظاهرها وأرقى معانيها. إنها الروح والريحان حقاً إنها النور الذي يمشي به المؤمن في الناس. إنها الجلال والجمال والكمال.

من واظب عليها في أوقاته وأداها بخشوع وخضوع، فقد حصن نفسه من هواجس النفس ووساوس الشيطان، وعصمها من التقصير في حقوق الله عز وجل فلم يفرط في فرض من فرائضه الأخرى، ولم يقترف من الفواحش والمنكرات شيئاً.

وإذا اقترف من الصغائر شيئاً كفرته الصلاة، فهو مغفور له أبداً ما اجتنب الكبائر.

قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ" أي في العهد الذي قطعه على نفسه وهو في صلاته؛ فإنه حين استجاب للداعي الذي دعاه إليها وأداها فإنه يكون قد عاهد خالقه ومولاه على السمع والطاعة في سائر يومه، فإذا جاءت صلاة الظهر، تذكر العهد وجدده، وهكذا في كل صلاة حتى يصبح في اليوم التالي فيفعل مثل ما يفعل.

وقوله: "فَلَا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ" فهي عن التفريط في عهد الله على الطاعة والامتثال، أي فلا تجعلوا الله يطلب منكم حقه فيما قصرتم فيه فتهلكوا؛ فإن لله حقوقاً لا ينبغي التفريط فيها أبداً ما دام العبد قادراً على الوفاء.

فالحياة الطيبة: هي الحياة التي يشعر فيها المؤمن بحلاوة الذكر ونشوة الطاعة، وإن عاش فقيراً معدماً.

ومرارة العذاب يعانيها من نسى ربه ونقض عهده أو فرط في شعبة من شعبه. وعهد الله: دينه.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day