البحث
أَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ.
الاسم دليل على صاحبه؛ فهو يسمو به ويحدده فيعرف به إذا ما ذكر.
والاسم الحسن يحمل لصاحبه ولمن يسمع ذكره فألا حسناً، ويبعث في نفسه نشوة يستعذبها ويسر بها.
والاسم القبيح على الضد من ذلك، وله على النفس آثار سيئة، فربما يتعقد الطفل منه حين ينادي به فيتوارى من الناس خجلاً، أو يعتزلهم فيصاب بعقدة الانطواء، وتلازمه هذه العقدة طول حياته.
وقد قسم الفقهاء الأسماء إلى ثلاثة أقسام: قسم يكره التسمي به، وقسم يحرم التسمي به، وقسم يستحب التسمي به.
فيكره من الأسماء ما يؤدي نفيه عند السؤال عنه إلى التشاؤم والانقباض.
وتكره التسمية بالأسماء القبيحة مثل: حرب، ومرة، وكلب، وكليب، وعاصي، وعاصية، وشيطان، وشهاب، وظالم، وحمار، وأشباهها.
ومن الجهل أن يسمى الرجل ابنه باسم قبيح من أجل أن يعيش، وهذا غالباً ما تفعله النساء في البوادي والقرى. وتشتد كل منهما نفسه بما يوهم تزكيته.
ولقد شاع بين الجهلة من النساء أن المرأة لو سمت ولدها اسماً قبيحاً، فإنه يعيش ولا يصاب بالعين. وهذه أكذوبة لا أساس لها من الصحة.
وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة، كفرعون وقارون وهامان والوليد.
ويكره التسمية بأسماء الملائكة عند بعض الفقهاء كجبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل.
ويحرم على العبد أن يتسمى باسم من أسماء الله الحسنى أو يسمى ولده بذلك.
ويحرم أن يتسمى أو يسمي ولده بعبد النبي، أو عبد الرسول، أو عبد الحسين، وغير ذلك من الأسماء التي يضاف فيها لفظ العبودية لغير الله تعالى.
ويحرم التسمية بملك الملوك، وسلطان السلاطين، وشاهنشاه – يعني ملك الملوك بالفارسية.
ويستحب من الأسماء عبدالله، وعبدالرحمن.
وأحب الأسماء أيضاً أسماء الأنبياء، وأفضل أسمائهم: محمد وأحمد، ثم إبراهيم وإسماعيل، ويوسف، ويونس، وشعيب وصالح، وموسى وهارون، وزكريا ويحيى.
والتسمية حق للأب لا للأم عند جمهور العلماء بلا نزاع. فإن تنازعا في تسمية الولد كان الحكم له والقول قوله؛ لأنه ينسب إليه.