1. ألبوم الصور
  2. أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ

أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ

316 2020/03/01
أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، اسْتَشْرَفَهُ النَّاسُ فَقَالُوا: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ فَخَرَجْتُ فِيمَنْ خَرَجَ، فَلَمَّا رَأَيْتُ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ".

إذا أراد الله بعبد خيراً، هداه إلى دينه القويم وصراطه المستقيم، وثبت قلبه على الإيمان الصادق فسعد بذلك في دنياه وآخرته.

وقد تضمنت هذه الوصية أربع شعب من شُعب الإيمان.

الشعبة الأولى: إفشاء السلام، أي إلقاؤه ورده.

والإلقاء والرد يحمل في طياته نشر السلام بين المؤمنين في ربوع البلاد، فالسلام هو الأمان، فإذا ألقى الرجل السلام على أخيه، فقد أمنه على نفسه وماله، وكذلك إذا رده عليه. وبالسلام يسود الحب بين المؤمنين، وتتقارب أفئدتهم وأرواحهم، وتلتقي أهدافهم حول نصرة الدين وتحقيق ما يصبون إليه بروح التعاون والإخاء.

الشعبة الثانية: إطعام الطعام، أي بذله لمن هو في حاجة إليه بسخاء وطيب نفس، فهو خير ما يقدم للأهل والأقارب والضيفات، والفقراء والمساكين ومن على شاكلتهم.

والطعام يشمل بعمومه كل ما يطعم ويشرب، ويذوق المرء طعمه في فمه مما يتقوى به البدن. وإطعام الطعام نخوة عربية جاء الإسلام فباركها ودعا إليها ورغب فيها واعتبره شعبة من شعب الإيمان وشعيرة من شعائر الإسلام في كثير من المواطن والمناسبات.

والاجتماع على الطعام فيه بركة، فمن دعا أخاه إلى مائدته ليأكل معه وكان طعامه قليلاً؛ فإن الله عز وجل يفيض عليه من بركاته ما يجعله كافياً.

الشعبة الثالثة: صلة الأرحام، وهي مطلب من أسمى المطالب التي يُعنى الإسلام بها ويرغب فيها. وهي قربة من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد لخالقه ومولاه.

الشعبة الرابعة: هي الصلاة بالليل والناس نيام.

وهي من أفضل الصلوات بعد المكتوبة، كما جاء في صحيح مسلم يواظب عليها من يخشى الله ويتقيه.

هذه هي الشعب الأربعة التي جاءت في هذه الوصية، وهي بمجموعها تشتمل على خصال الخير كلها، وتحفظ للمؤمنين حسن صلتهم بربهم وحسن صلة بعضهم ببعض.

ويكفي أنها تكون سبباً في دخول الجنة بسلام، من غير عوائق ولا فزع ولا جزع ولا يأس من رحمة الله.

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day