البحث
في الطريق
بعد تناول فطور الصباح يتوجه الناس إلى أعمالهم ومدارسهم ومختلف المشاغل الأخرى في حياتهم، يقول تعالى: "إِنََّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً" ( المزمّل، 7 ). ويقول أيضا" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُم اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا" ( الفرقان، 47 ). وكل يوم جديد هو فرصة للمؤمن حتى يجدد إيمانه ويقوم بخير الأعمال في سبيل نيل مرضاة الله والفوز بجنته. ولا يغفل المؤمن ولو للحظة للتقرب إلى الله عز وجل، ونبي الله سبيل مثال العبد الصالح الذي يكان يدعو الله أن يسدد أعماله. يقول تعالى على لسان سليمان: "وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ التِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ" (النمل، 19 ).
وعندما يخرج كل فرد من بيته يواجه الكثير من الأحداث التي تحتاج إلى النظر والتأمل. وعلى المؤمن أن يعلم أن ثمة حكما وراء كل حركة في هذا الكون، وكل شيء هو بتقدير من الله تعالى. هذه الحقيقة ينبغي ان تكون راسخة في دهن كل مؤمن. والمؤمن يرفع رأسه إلى السماء فيرى عظمة الخلق الإلهي، فيتذكر قوله تعالى: "وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا" ( الأنبياء، 32 ).
الفضاء هو سقف السّماء يحمي كوكبنا من الأخطار الخارجيّة ويضمن استمرار الحياة عليها، فهو يصفّى الأشعّة الضارّة القادمة من السماء ويذيب الأحجار والنيازك المتّجهة إلى الأرض، وبذلك يكون حاجزا حاميا للأرض والحياة الإنسانية، كما يحمي الفضاء الأرض من التّجّمد الّذي يمكن أن تصل درجة البرودة فيها إن لم يوجد الفضاء إلى 270 درجة تحت الصفر. والإنسان لا يستطيع ان يدرك هذه القدرة العظيمة، لكن الله تعالى خلق الكون بالقسط والميزان حتى يهيء للإنسان أسبابا العيش في في أمن بعيدا عن الاخطار الخارجية، يقول تعالى: "الّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوضاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِع الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُتُورٍ ثٌمَّ ارْجِع الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ البَصَرُ خَاسِئًا وَ هُوَ حَسِيرٌ" ( الملك، 3-4 ).
تخبرنا الآيات القرآنية ان المؤمن يستطيع ان يكتشف الأدلة الدامغة على أن الله خالق كل شيء إذا ما نظر إلى الأشياء بإيمان عميق، وذلك تأييدا لقوله تعالى: "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلّْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ". (ق ، 6-8).
"وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون"َ (الأنبياء 32)
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 29) |
---|
يقابل المؤمن أدلّة أخرى إذا ما نقل النظر من السماء إلى الأرض الذي يمشي عليها، يجد نفسه يمشي على طبقة من البراكين رغم أنّ الطبقة الأرضية ليّنة جدّا كقشرة التفاحة، بمعنى أنّ الطبقة الناريّة قريبة جدّا من سطح الأرض، و مع ذلك يعيش الإنسان باطمئنان على وجه البسيطة. هكذا يزداد المؤمن إيمانا بأنّ كلّ من على الأرض يعيش بفضل الله وقدرته بفضل التكامل والتناسق في الوجود بحيث تحافظ المخلوقات على بقائها في راحة واطمئنان. والحكيم هو من يدرك في كل شيء عظمة خلق الله وجمال مخلوقاته، فإذا شاهد العصافير المزركشة وهي تطير في السماء، وإذا نظر إلى دكّان الخضّار تزيّن حانوته مختلف الغلال بألوانها الجذّابة، وإذا اشتمّ رائحة المرطّبات تملأ فضاء دكّان الحلوياّت... أدرك نعم الله تعالى واكتشف منها من المعاني التي لا يمكن للإنسان العاديّ اكتشافها.
إن المؤمن الحكيم يكتشف أثناء السير في طريقه أدلة لا تحصى عند النظر إلى الأشياء والتأمل فيها، والمؤمن لا يمشي بافتخار وخيلاء لأن الله علمه أن يكون متواضعا، يقول تعالى: "وَاقْصِدْ فِي مشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" ( لقمان،19).
هكذا امر الله لقمان بالتواضع في مشيته والوسطية في تصرفاته وان يتمسك دائما بالطريق القويم وأن يضع نصب عينيه مرضاة الله تعالى. لكن الذين ينحرفون عن الأخلاق القرآنية ولا يلتزمون بها يضعون هذه الحقيقة وراء ظهورهم وهم يتوهمون أنهم اكتسبوا تلك الميزات الإنسان بأنفسهم ولا فضل لله عليهم.ولذلك تراهم يتكبرون ويتفاخرون. فصورهم الجميلة وأشكالهم المتناسقة وأموالهم ونجاحاتهم هي من عند أنفسهم بزعمهم، وهذا هو مصدر تكبرهم وسبب استعلائهم على عباد الله الآخرين.
هذه الأفكار والقناعات تعكس لنا أقوالهم وتصرفاتهم تجاه الآخرين. غير أن الإنسان يعجز أمام قدرة الله وعظمة علمه، فهو محتاج إلى الله في كل لحظة وفي كل نَفَس. ولهذا السبب بالذات نبهت الآيات القرآنية الإنسان إلى هذه الحقائق ونهت عن التكبر، قال تعالى: "وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" ( لقمان، 18 )، ويقول أيضا: "وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَ لَنْ تَبْلُغَ الجِبَالَ طُولاً" ( الإسراء، 37 ).
إنّ الإنسان الذي يهتدي بالأخلاق القرآنية دائما يملأ عجزه بالدّعاء إلى الله صاحب القدرة على كل شيء وواهب الكائنات كلّ قدرة. بهذه الحقيقة يعيش المؤمن ويقيّم الأحداث حسب التعاليم القرآنية.
يعجز الإنسان على قطع المسافات الطويلة مشيا على الأقدام، وأمام ضعف الإنسان وأمام سرعة إصابة الجسم بالتعب والإرهاق جعل الله للإنسان وسائل للتنقل وهي نعمة كبيرة. ومن هذه الوسائل الحيوانات والسيارات، وهذا وجه آخر من وجوه رحمة الله بعباده وخلقه، يقول تعالى: "وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ وَالخَيْلَ وَالبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" ( النحل 7-8 ). ويقول تعالى: "وَالّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ" ( الزخرف 12 ).
|
كما يقول أيضا: "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرَْضِ وَالفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ" ( الحج 65 ).
لقد خلق الله أنواعا من المعادن كالحديد والصلب والفولاذ وغيرها، ووهب الإنسان القدرة على صنع أنواع من وسائل النقل، وبإذن الله وحده استطاع الإنسان صنع السيارة والحافلة والقطار والسفينة والطائرة وغيرها من وسائل التنقل التي خلقها الله لتسدّ عجز الإنسان وتمكّنه من السفر لمسافات بعيدة. لذلك يتذكّر المؤمن ربه ويحمده كلّما ركب وسيلة من هذه الوسائل، يقول الله تعالى: "لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبٍّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ" ( الزخرف، 13 ) .
لقد أصبح التنقل اليوم مقارنة بالسابق أكثر تطوّرا وراحة، وعلى المؤمن الصاّدق أن يفكر في ذلك ويزداد تقرّبا إلى الله تعالى ويخلص في عبادته و شكره على نعمه.
المؤمن يستغل فرصة السّفر للتفكّر في خلق الله إذا ما نظر إلى سائق السيارة الذي بجانبه ولون السيارة ونوعها وحركة الناس والنباتات المصففة على طول الطريق، وشكل البنايات وشكل النوافذ ولوحات إشارة المرور بما تحتويه من كتابات... كلّ ذلك أشياء وجدت بقدرة الله وأمره وكلّ هذه الحقائق أخبرنا بها الله في كتابه العزيز مثل قوله تعالي "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" ( القمر، 49 ).
إنّ المؤمن الملتزم بالأخلاق القرآنية يعي جيّدا أنّ الأشياء التي خلقها الله هي لصالح الملايين من الناس على وجه الأرض وليست حكرا على إنسان واحد، و هي حقيقة تجعل المؤمن يعلم بأن الله يراقب كلّ حركاته وتصرفاته في كلّ لحظة فيحدّد بذلك حركاته وتصرفاته خلال كامل اليوم على أساس هذه الحقيقة، فلا مجال للازدحام في الطريق ولا إلى خروج مفاجئ للسيارة ولا لأيّ نوع من الصعوبات مادام المؤمن متمسّكا بأوامر الله تعالى.
على عكس بعض الناس الذين يفقدون صبرهم لأبسط الأحداث فينهجون سلوكا غير أخلاقي ويغضبون لازدحام حركة المرور أو لقلّة انتباه بعض السائقين فيصيحون ويصرخون لأنّهم لا يتحمّلون الانتظار ويحتجّون بالدوس على منبه السيارة باستمرار، و يقلقون راحة الآخرين و ينسون تماما أنّ كلّ شيء مقدّر من عند الله تعالى.
إنّ الّذين يديرون ظهورهم عن الأخلاق القرآنية تتحوّل وسيلة النقل عندهم من نعمة إلى نقمة، فتصبح عقولهم مشغولة فقط بحُفَر الطريق وازدحام حركة المرور والمطر الذي ينزل فجأة وغير ذلك من الأشياء التي تشغل الفكر طوال اليوم. هذا الخواء الفكري لا يجرّ لصاحبه النفع لا في الحياة الدنيا ولا في الآخرة.
يدّعي بعض الناس أنّ الموضوع الحقيقي الّذي يجب التفكير فيه هو الصّراع مع الحياة، فيقضّون معضم الوقت في تأمين الحاجات من المأكل والمشرب والمسكن والصحّة، ولا يخصّصون زمنا للتفكير في الموجودات التي خلقها الله تعالى والتفكّر في الأدلّة الدامغة على وجود الله، فلا توجد علاقة بين الرسالة التي كلّف الله بها الإنسان والمحيط الذي يعيشون فيه. الله في عون الإنسان الذي يفكر في ملكوته ومخلوقاته وقدره والآخرة والموت والنعم التي أنعمها الله في الدنيا، و بذلك يجد المؤمن نفسه يحلّ المشاكل الحياتية بسهولة و دون أن تتطلب منه وقتا طويلا.
المؤمن لا ينسى أبدا أن المشاكل اليومية هي قدر الله الذي يمتحن به صبره ويمتحن سعيه على حلّ مشاكل ازدحام المرور إذا كانت له الإمكانيات لفعل ذلك. أمّا المشاكل التي لا يستطيع حلّها بنفسه فعليه التحلّى بالصّبر لمواجهتها ولا يتصرّف مثل بعض الناس بالعصبية والصياح والجدال الحادّ فيضرّ نفسه و يضر الآخرين أيضا لأنّه تصرّف خاطئ وغير عقلانيّ.
من الخطأ أن نظن أنّ الدّعوة إلى الصبر والتجلّد لا تكون إلاّ عند الآحزان والأحداث التراجيدية لأنّ الله يمتحن الإنسان خلال اليوم بأحداث صغيرة كالتّأخر عن العمل نتيجة ازحام حركة المرور أو ما شابه ذلك من الأحداث اليومية المزعجة للإنسان، لذلك نرى المؤمن الملتزم بالأخلاق القرآنية ينأى بنفسه عن المشاكل ويتجنب الشكوى ويلتزم الصبر، وهذه صفة المؤمن الملتزم بالأخلاق القرآنية التي عبّر عنها الله في كتابه بقوله تعالى: "الَّذِين إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالمُقِيمِي الصَّلاَة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" ( الحج، 35 ).
أمّا حوادث الطرقات فيقابلها المؤمن الصّادق بكلّ اعتدال وتوكّل وتجلّد وإيمان بأنّ ذلك الحادث هو قدر من عند الله تعالى فيتصرف بكلّ عقلانيّة و يسعى إلى إنقاذ الجرحى ويطلب النجدة ويحاول إصلاح الأضرار الناجمة عن الحادث بما أوتي من قوّة وإمكانيات. فالمؤمن يسعى دائما إلى مرضاة الله تعالي ويختار تصرّفاته على أساس هذا المبدإ. هكذا عبّرت سورة الملك عن الهدف من خلق الله للإنسان و تكليفه بالرسالة الإلهية فقد قال تعالى: "الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" ( الملك، 2 ).
إنّ المؤمن المتشبث بالأخلاق القرآنية يتجنّب طوال رحلته إشغال ذهنه بالمواضيع التافهة ويحرص دائما على التفكير في المواضيع المهمة النافعة. إنّ الطّير الذي يحلّق في السّماء هو حدث عابر بالنسبة للإنسان العادي،أما بالنسبة إلى المؤمن المخلص فهو يستحقّ التفكير فيه بعمق، فالعصافير المعلّقة في الهواء لا يشدّها سوى أجنحة حسّاسة مصمّمة بكلّ دقّة وجمال، وهي تقوم بحركات مختلفة في الهواء. كذلك طيران العصافير وطريقة غذائها وشكل مناقيرها وهيكلها العظمي الخاص ونظام تنفسها ونظام الهضم لديها وغيرها من الأنظمة وتركيبة ريشها المعقدة وطريقة بناء أعشاشها وأعضائها السمعية وطرق صيد فريستها وأكلها وتحرّكاتها وتناسلها ومختلف الأصوات التي تصدرها عند كلّ عمل تقوم به، هذا النّظام العجيب في خلق العصافير دليل على علم الله الواسع وقدرته اللاّمحدودة مصداقا لقوله تعالى: "أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَن..." ( الملك 19، ). المؤمن وهو في طريق رحلته يلاحظ مثل هذه الحقائق ويشهد في كلّ لحظة قدرة الله اللاّمتناهية.