1. المقالات
  2. غزوات رسول الله
  3. وقعة الحديبية

وقعة الحديبية

الكاتب : قبسات من الرحيق المختوم
17229 2007/11/21 2024/11/17
المقال مترجم الى : English


وقعة الحديبية ( في ذي القعدة سنة 6 هـ ) - سبب عمرة الحديبية)

 

ولما تطورت الظروف في الجزيرة العربية إلى حد كبير لصالح المسلمين ، أخذت طلائع الفتح الأعظم ونجاح الدعوة الإسلامية تبدو شيئاً فشيئاً ، وبدأت التمهيدات لإقرار حق المسلمين في أداء عبادتهم في المسجد الحرام ، الذي كان قد صد عنه المشركون منذ ستة أعوام ‏.‏
   أُري رسول الله(صلى اله عليه وسلم) في المنام ، وهو بالمدينة ، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام ، وأخذ مفتاح الكعبة ، وطافوا واعتمروا ، وحلق بعضهم وقصر بعضهم ، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا ، وحسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك ، وأخبر أصحابه أنه معتمر فتجهزوا للسفر‏ .‏
 
 استنفار المسلمين
 
   واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه ، فأبطأ كثير من الأعراب ، أما هو فغسل ثيابه ، وركب ناقته القَصْواء ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم أو نُمَيْلَة الليثي ‏.‏ وخرج منها يوم الإثنين غرة ذي القعدة سنة 6 هـ ، ومعه زوجته أم سلمة ، في ألف وأربعمائة ، ويقال ‏:‏ ألف وخمسمائة ، ولم يخرج معه بسلاح ، إلا سلاح المسافر ‏:‏ السيوف في القُرُب‏ .
 
المسلمون يتحركون إلى مكة
 
   وتحرك في اتجاه مكة ، فلما كان بذي الحُلَيْفَة قَلَّد الهدي وأشْعَرَه ، وأحرم بالعمرة ، ليأمن الناس من حربه ، وبعث بين يديه عيناً له من خزاعة يخبره عن قريش ، حتى إذا كان قريباً من عُسْفَان أتاه عينه ، فقال ‏:‏ إني تركت كعب بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش ، وجمعوا لك جموعاً ، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ، واستشار النبي(صلى اله عليه وسلم)  أصحابه ، وقال ‏:‏ ‏" أترون نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم ‏؟‏ فإن قعدوا قعدوا موتورين محزونين ، وإن نجوا يكن عنق قطعها الله ، أم تريدون أن نؤم هذا البيت فمن صدنا عنه قاتلناه ‏؟ "‏ فقال أبو بكر ‏:‏ الله ورسوله أعلم ، إنما جئنا معتمرين ، ولم نجئ لقتال أحد ، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه ، فقال النبي(صلى اله عليه وسلم)  :‏ ‏( ‏فروحوا‏ )‏ ، فراحوا ‏.‏ أخرجه البخاري (4179،4178)
 
) محاولة قريش صد المسلمين عن البيت)
 
   وكانت قريش لما سمعت بخروج النبي(صلى اله عليه وسلم)  عقدت مجلساً استشارياً قررت فيه صد المسلمين عن البيت كيفما يمكن ، فبعد أن أعرض رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  عن الأحابيش ، نقل إليه رجل من بني كعب أن قريشاً نازلة بذي طُوَي ، وأن مائتي فارس في قيادة خالد بن الوليد مرابطة بكُرَاع الغَمِيم في الطريق الرئيسي الذي يوصل إلى مكة ‏.‏ وقد حاول خالد صد المسلمين ، فقام بفرسانه إزاءهم يتراآى الجيشان ‏.‏ ورأى خالد المسلمين في صلاة الظهر يركعون ويسجدون ، فقال ‏:‏ لقد كانوا على غرة ، لو كنا حملنا عليهم لأصبنا منهم ، ثم قرر أن يميل على المسلمين ـ وهم في صلاة العصر ـ ميلة واحدة ، ولكن الله أنزل حكم صلاة الخوف ، ففاتت الفرصة خالداً‏ .‏

 

تبديل الطريق ومحاولة الاجتناب ع اللقاء الدامي
 
   وأخذ رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  طريقاً وَعْرًا بين شعاب ، وسلك بهم ذات اليمين بين ظهري الحَمْض في طريق تخرجه على ثنية المُرَار مهبط الحديبية من أسفل مكة ، وترك الطريق الرئيسي الذي يفضي إلى الحرم ماراً بالتنعيم ، تركه إلى اليسار ، فلما رأى خالد قَتَرَة الجيش الإسلامي قد خالفوا عن طريقه انطلق يركض نذيراً لقريش ‏.‏
   وسار رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  حتى إذا كان بثنية المرار بركت راحلته ، فقال الناس‏ :‏ حَلْ حَلْ ، فألَحَّتْ ، فقالوا‏ :‏ خلأت القصواء ، فقال النبي(صلى اله عليه وسلم) ‏:‏ ‏" ‏ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل‏ "‏، ثم قال‏:‏ "‏والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها " ‏، ثم زجرها فوثبت به ، فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية ، على ثَمَد قليل الماء ، إنما يتبرضه الناس تبرضاً ، فلم يلبث أن نزحوه ‏.‏ فشكوا إلى رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  العطش ، فانتزع سهماً من كنانته ، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا‏ .‏

 

بديل يتوسط رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  وقريش
 
   ولما اطمأن رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  جاء بديل بن وَرْقَاء الخزاعي في نفر من خزاعة ، وكانت خزاعة عَيْبَة نُصْح لرسول الله(صلى اله عليه وسلم)  من أهل تُهَامَة ، فقال ‏:‏ إني تركت كعب ابن لؤي ، نزلوا أعداد مياه الحديبية ، معهم العُوذ المطَافِيل ، وهم مقاتلوك وصادَوك عن البيت ‏.‏ قال رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ‏:‏ ‏" ‏إنا لم نجئ لقتال أحد ، ولكنا جئنا معتمرين ، وإن قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم ، فإن شاءوا ماددتهم ، ويخلوا بيني وبين الناس ، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا،وإلا فقد جَمُّوا ، وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، أو لينفذن الله أمره‏ "‏‏.‏

   قال بديل ‏:‏ سأبلغهم ما تقول ، فانطلق حتى أتى قريشاً ، فقال ‏:‏ إني قد جئتكم من عند هذا الرجل ، وسمعته يقول قولاً ، فإن شئتم عرضته عليكم ‏.‏
   فقال سفهاؤهم ‏:‏ لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء ‏.‏ وقال ذوو الرأي منهم ‏:‏ هات ما سمعته‏ .‏ قال ‏:‏ سمعته يقول كذا وكذا ، فبعثت قريش مِكْرَز بن حفص ، فلما رآه رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  قال ‏:‏ هذا رجل غادر ، فلما جاء وتكلم قال له مثل ما قال لبديل وأصحابه ، فرجع إلى قريش وأخبرهم ‏.‏

رسل قريش
 
   ثم قال رجل من كنانة ـ اسمه الحُلَيْس بن علقمة ‏:‏ دعوني آته ‏.‏ فقالوا‏ :‏ آته ، فلما أشرف على النبي(صلى اله عليه وسلم)  وأصحابه قال رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ‏:‏ ‏(‏ هذا فلان ، وهو من قوم يعظمون البدن ، فابعثوها‏ )‏ ، فبعثوها له ، واستقبله القوم يلبون ، فلما رأى ذلك ‏.‏ قال ‏:‏ سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت ، فرجع إلى أصحابه ، فقال ‏:‏ رأيت البدن قد قلدت وأشعرت ، وما أرى أن يصدوا ، وجرى بينه وبين قريش كلام أحفظه ‏.‏

 

   فقال عروة بن مسعود الثقفي ‏:‏ إن هذا قد عرض عليكم خطة رُشْد فاقبلوها ، ودعوني آته ، فأتاه ، فجعل يكلمه ، فقال له النبي (صلى اله عليه وسلم) نحواً من قوله لبديل ‏.‏ فقال له عروة عند ذلك‏ :‏ أي محمد أرأيت لو استأصلت قومك ، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك ، وإن تكن الأخرى فوالله إني لا أرى وجوها ، وإني أرى أوباشاً من الناس خليقاً أن يفروا ويدعوك ، قال له أبو بكر ‏:‏ امصص بَظْر اللات ، أنحن نفر عنه ‏؟‏ قال ‏:‏ من ذا ‏؟‏ قالوا ‏:‏ أبو بكر ، قال ‏:‏ أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت عندي لم أجْزِكَ بها لأجبتك ‏.‏ وجعل يكلم النبي(صلى اله عليه وسلم)  ، وكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة عند رأس النبي(صلى اله عليه وسلم)  ، ومعه السيف وعليه المِغْفَرُ ، فكلما أهوى عروة إلى لحية النبي(صلى اله عليه وسلم)  ضرب يده بنعل السيف ، وقال‏ :‏ أخر يدك عن لحية رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ، فرفع عروة رأسه ، وقال ‏:‏ من ذا ‏؟‏ قالوا ‏:‏ المغيرة بن شعبة ، فقال ‏:‏ أي عُذَر ، أو لستُ أسعي في غَدْرَتِك ‏؟‏ وكان المغيرة صَحِبَ قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبـي(صلى اله عليه وسلم)  ‏:‏ ‏( ‏أما الإسلام فأقبلُ ، وأما المال فلست منـه فـي شيء‏ )‏ ‏( ‏وكان المغيرة ابن أخي عروة‏ ) ‏‏.‏

 

   ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  وتعظيمهم له ، فرجع إلى أصحابه ، فقال ‏:‏ أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً ، والله إن تَنَخَّمَ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له ، وقد عرض عليكم خطة رُشْدٍ فاقبلوها‏.‏البخاري (2581)
 
هو الذي كف أيديهم عنكم
 
   ولما رأى شباب قريش الطائشون ، الطامحون إلى الحرب ، رغبة زعمائهم في الصلح فكروا في خطة تحول بينهم وبين الصلح ، فقرروا أن يخرجوا ليلاً ، ويتسللوا إلى معسكر المسلمين ، ويحدثوا أحداثاً تشعل نار الحرب ، وفعلاً قد قاموا بتنفيذ هذا القرار ، فقد خرج سبعون أو ثمانون منهم ليلاً فهبطوا من جبل التنعيم ، وحاولوا التسلل إلى معسكر المسلمين ، غير أن محمد بن مسلمة قائد الحرس اعتقلهم جميعاً‏ .‏
   ورغبة في الصلح أطلـق سراحهم النبي(صلى اله عليه وسلم)  وعفا عنـهم ، وفي ذلك أنزل الله ‏:‏ "وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ‏ "‏ ‏[ ‏الفتح ‏:‏ 24‏ ]‏

 

عثمان بن عفان سفيراً إلى قريش
 
 وحينئذ أراد رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  أن يبعث سفيراً يؤكد لدى قريش موقفه وهدفه من هذا السفر ، فدعا عمر بن الخطاب ليرسله إليهم ، فاعتذر قائلاً‏ :‏ يا رسول الله ، ليس لي أحد بمكة من بني عدي بن كعب يغضب لي إن أوذيت ، فأرسل عثمان بن عفان ، فإن عشيرته بها ، وإنه مبلغ ما أردت ، فدعاه ، وأرسله إلى قريش ، وقال ‏:‏ أخبرهم أنا لم نأت لقتال ، وإنما جئنا عماراً ، وادعهم إلى الإسلام ، وأمره أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين ، ونساء مؤمنات ، فيبشرهم بالفتح ، ويخبرهم أن الله عز وجل مظهر دينه بمكة ، حتى لا يستخفي فيها أحد بالإيمان ‏.‏

   فانطلق عثمان حتى مر على قريش بِبَلْدَح ، فقالوا‏ :‏ أين تريد ‏؟‏ فقال‏ :‏ بعثني رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  بكذا وكذا ، قالوا‏ :‏ قد سمعنا ما تقول ، فانفذ لحاجتك ، وقام إليه أبان ابن سعيد بن العاص ، فرحب به ثم أسرج فرسه ، فحمل عثمان على الفرس ، وأجاره وأردفه حتى جاء مكة ، وبلغ الرسالة إلى زعماء قريش ، فلما فرغ عرضوا عليه أن يطوف بالبيت ، فرفض هذا العرض ، وأبى أن يطوف حتى يطوف رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ‏.
 
إشاعة مقتل عثمان وبيعة الرضوان
 
   واحتبسته قريش عندها ـ ولعلهم أرادوا أن يتشاوروا فيما بينهم في الوضع الراهن ، ويبرموا أمرهم ، ثم يردوا عثمان بجواب ما جاء به من الرسالة ـ وطال الاحتباس ، فشاع بين المسلمين أن عثمان قتل ، فقال رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  لما بلغته الإشاعة ‏:‏ ‏( ‏لا نبرح حتى نناجز القوم‏ )‏ ، ثم دعا أصحابه إلى البيعة ، فثاروا إليه يبايعونه على ألا يفروا ، وبايعته جماعة على الموت ، وأول من بايعه أبو سنان الأسدي ، وبايعه سلمة بن الأكوع على الموت ثلاث مرات ، في أول الناس ووسطهم وآخرهم ، وأخذ رسول الله (صلى اله عليه وسلم) بيد نفسه وقال ‏:‏ ‏(‏ هذه عن عثمان ‏) ‏‏.‏ ولما تمت البيعة جاء عثمان فبايعه ، ولم يتخلف عن هذه البيعة إلا رجل من المنافقين يقال له ‏:‏ جَدُّ بن قَيْس ‏.‏

   أخذ رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  هذه البيعة تحت شجرة ، وكان عمر آخذا بيده ، ومَعْقِل بن يَسَار آخذا بغصن الشجرة يرفعه عن رسول الله (صلى اله عليه وسلم)، وهذه هي بيعة الرضوان التي أنزل الله فيها‏ :‏ ‏" ‏لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ‏ "‏الآية ‏[ ‏الفتح‏ :‏ 18‏ ]‏


 إبرام الصلح وبنوده
 
   وعرفت قريش ضيق الموقف ، فأسرعت إلى بعث سُهَيْل بن عمرو لعقد الصلح ، وأكدت له ألا يكون في الصلح إلا أن يرجع عنا عامه هذا ، لا تتحدث العرب عنا أنه دخلها علينا عنوة أبداً ، فأتاه سهيل بن عمرو ، فلما رآه عليه السلام قال ‏:‏ ‏( ‏قد سهل لكم أمركم ‏) ‏، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل ، فجاء سهيل فتكلم طويلاً ، ثم اتفقا على قواعد الصلح ، وهي هذه ‏:‏ 

1-   ‏ الرسول(صلى اله عليه وسلم)  يرجع من عامه ، فلا يدخل مكة ، وإذا كان العام القابل دخلها المسلمون فأقاموا بها ثلاثاً ، معهم سلاح الراكب ، السيوف في القُرُب ، ولا يتعرض لهم بأي نوع من أنواع التعرض ‏.‏

2-.‏ وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين ، يأمن فيها الناس،ويكف بعضهم عن بعض ‏.‏

3- .‏ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، وتعتبر القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين جزءاً من ذلك الفريق ، فأي عدوان تتعرض له أي من هذه القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق ‏.‏

4- من أتى محمداً من قريش من غير إذن وليه ـ أي هارباً منهم ـ رده عليهم ، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد ـ أي هارباً منه ـ لم يرد عليه ‏.‏

   ثم دعا علياً ليكتب الكتاب ، فأملى عليه‏ :‏ ‏( ‏بسم الله الرحمن الرحيم ‏)‏ فقال سهيل ‏:‏ أما الرحمن فو الله لا ندري ما هو ‏؟‏ ولكن اكتب ‏:‏ باسمك اللّهم‏ .‏ فأمر النبي(صلى اله عليه وسلم)  بذلك ‏.‏ ثم أملى ‏:‏ ‏( ‏هذا ما صالح عليه محمد رسول الله‏ )‏ فقال سهيل ‏:‏ لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب ‏:‏ محمد بن عبد الله فقال ‏:‏ ‏( ‏إني رسول الله وإن كذبتموني ‏)‏ ، وأمر علياً أن يكتب ‏:‏ محمد بن عبد الله ، ويمحو لفظ رسول الله ، فأبي علي أن يمحو هذا اللفظ‏ .‏ فمحاه(صلى اله عليه وسلم)  بيده ، ثم تمت كتابة الصحيفة ، ولما تم الصلح دخلت خزاعة في عهد رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ـ وكانوا حليف بني هاشم منذ عهد عبد المطلب ، فكان دخولهم في هذا العهد تأكيداً لذلك الحلف القديم ـ ودخلت بنو بكر في عهد قريش ‏.‏

رد أبي جندل       
 
   وبينما الكتاب يكتب إذ جاء أبو جَنْدَل بن سهيل يَرْسُفُ في قيوده ، قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين ظهور المسلمين ، فقال سهيل ‏:‏ هذا أول ما أقاضيك عليه على أن ترده فقال النبي(صلى اله عليه وسلم) ‏ :‏ ‏( ‏إنا لم نقض الكتاب بعد ‏) ‏‏.‏

   فقال ‏:‏ فو الله إذا لا أقاضيك على شيء أبداً‏ .‏ فقال النبي(صلى اله عليه وسلم)  ‏:‏ ‏( ‏فأجزه لي ‏) ‏‏.‏ قال ‏:‏ ما أنا بمجيزه لك‏ .‏ قال ‏:‏ ‏( ‏بلى فافعل ‏) ‏، قال ‏:‏ ما أنا بفاعل ‏.‏ وقد ضرب سهيل أبا جندل في وجهه ، وأخذ بتلابيبه وجره ، ليرده إلى المشركين ، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته ‏:‏ يا معشر المسلمين ، أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني‏ ؟‏ فقال رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ‏:‏ ‏( ‏يا أبا جندل ، اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً ، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً ، وأعطيناهم على ذلك ، وأعطونا عهد الله فلا نغدر بهم ‏) ‏‏.

   فوثب عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أبي جندل يمشي إلى جنبه ويقول‏ :‏ اصبر يا أبا جندل ، فإنما هم المشركون ، وإنما دم أحدهم دم كلب ، ويدني قائم السيف منه ، يقول عمر ‏:‏ رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه ، فضن الرجل بأبيه ، ونفذت القضية‏.‏
 أخرجه البخاري (2581)


 النحر والحلق للحل عن العمرة
 
   ولما فرغ رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  من قضية الكتاب قال ‏:‏ ‏( ‏قوموا فانحروا ‏) ‏، فو الله ما قام منهم أحد حتى قال ثلاث مرات ، فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس ، فقالت‏ :‏ يا رسول الله ، أتحب ذلك‏ ؟‏ اخرج ، ثم لا تكلم أحداً كلمة حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك ، فقام فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك ، نحر بُدْنَه ، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا ، وجعل بعضهم يحلق بعضاً ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً ، وكانوا نحروا البدنة عن سبعة ، والبقرة عن سبعة ، ونحر رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  جملاً كان لأبي جهل ، كان في أنفه بُرَةٌ من فضة ، ليغيظ به المشركين ، ودعا رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  للمحلقين ثلاثاً بالمغفرة وللمقصرين مرة‏ .‏ وفي هذا السفر أنزل الله فدية الأذى لمن حلق رأسه ، بالصيام ، أو الصدقة ، أو النسك ، في شأن كعب بن عُجْرَة ‏.‏
 
الاباء عن رد المهاجرات
 
   ثم جاء نسوة مؤمنات فسأل أولياؤهن أن يردهن عليهم بالعهد الذي تم في الحديبية ، فرفض طلبهم هذا ، بدليل أن الكلمة التي كتبت في المعاهدة بصدد هذا البند هي ‏:‏ ‏( ‏وعلى أنه لا يأتيك منا رجل ، وإن كان على دينك إلا رددته علينا ‏)‏ ، فلم تدخل النساء في العقد رأساً ‏.‏ وأنزل الله في ذلك‏ :‏ ‏" ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ‏ "‏، حتى بلغ ‏" ‏بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ "‏ ‏[ ‏الممتحنة ‏:‏ 10‏ ]‏ فكان رسول الله"‏إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا‏ "‏ إلخ ‏[‏ سورة الفتح ‏:‏ 1 ‏]‏ ، يمتحنهن بقوله تعالى ‏:‏ ‏" ‏إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا "‏ إلخ ‏[ ‏الممتحنة ‏:‏ 12 ‏] ‏، فمن أقرت بهذه الشروط قال لها ‏:‏ ‏( ‏قد بايعتك ‏) ‏، ثم لم يكن يردهن ‏.

   وطلق المسلمون زوجاتهم الكافرات بهذا الحكم ‏.‏ فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك ، تزوج بإحداهما معاوية ، وبالأخرى صفوان بن أمية‏ .
 
 ماذا يتمخض عن بنود المعاهدة
 
   هذا هو صلح الحديبية ، ومن سبر أغوار بنوده مع خلفياته لا يشك أنه فتح عظيم للمسلمين ، فقريش لم تكن تعترف بالمسلمين أي اعتراف ، بل كانت تهـدف استئصـال شأفتهم ، وتنتظر أن تشهد يوماً ما نهايتهم ، وكانت تحاول بأقصى قوتها الحيلولة بين الدعوة الإسلامية وبين الناس ، بصفتها ممثلة الزعامة الدينية والصدارة الدنيوية في جزيرة العرب ، ومجرد الجنوح إلى الصلح اعتراف بقوة المسلمين ، وأن قريشاً لا تقدر على مقاومتهم ، ثم البند الثالث يدل بفحواه على أن قريشاً نسيت صدارتها الدنيوية وزعامتها الدينية ، وأنها لاتهمها الآن إلا نفسها ، أما سائر الناس وبقية جزيرة العرب فلو دخلت في الإسلام بأجمعها ، فلا يهم ذلك قريشاً ، ولا تتدخل في ذلك بأي نوع من أنواع التدخل ‏.‏ أليس هذا فشلاً ذريعاً بالنسبة إلى قريش‏ ؟‏ وفتحا مبيناً بالنسبة إلى المسلمين ‏؟‏ إن الحروب الدامية التي جرت بين المسلمين وبين أعدائهم لم تكن أهدافها ـ بالنسبة إلى المسلمين ـ مصادرة الأموال وإبادة الأرواح ، وإفناء الناس ، أو إكراه العدو على اعتناق الإسلام ، وإنما كان الهدف الوحيد الذي يهدفه المسلمون من هذه الحروب هو الحرية الكاملة للناس فـي العقيدة والدين ‏" ‏فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُر "‏ ‏[ ‏الكهف ‏:‏ 29‏ ] ‏‏.‏ لا يحول بينهم وبين ما يريدون أي قوة من القوات ، وقد حصل هذا الهدف بجميع أجزائه ولوازمه ، وبطريق ربما لا يحصل بمثله في الحروب مع الفتح المبين ، وقد كسب المسلمون لأجل هذه الحرية نجاحاً كبيراً في الدعوة ، فبينما كان عدد المسلمين لا يزيد على ثلاثة آلاف قبل الهدنة صار عدد الجيش الإسلامي في سنتين عند فتح مكة عشرة آلاف ‏.‏

   أما البند الثاني فهو جزء ثان لهذا الفتح المبين ، فالمسلمون لم يكونوا بادئين بالحروب ، وإنما بدأتها قريش ، يقول الله تعالى ‏:‏ ‏" ‏وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ‏ "‏ ‏[‏ التوبة‏ :‏ 13‏ ]‏ ، أما المسلمون فلم يكن المقصود من دورياتهم العسكرية إلا أن تفيق قريش عن غطرستها وصدها عن سبيل الله ، وتعمل معهم بالمساواة ، كل من الفريقين يعمل على شاكلته ، فالعقد بوضع الحرب عشر سنين حد لهذه الغطرسة والصد ، ودليل على فشل من بدأ بالحرب وعلى ضعفه وانهياره‏ .‏

   أما البند الأول فهو حد لصد قريش عن المسجد الحرام ، فهو أيضاً فشل لقريش ، وليس فيه ما يشفي قريشاً سوي أنها نجحت في الصد لذلك العام الواحد فقط ‏.‏
   أعطت قريش هذه الخلال الثلاث للمسلمين ، وحصلت بإزائها خلة واحدة فقط ، وهي ما في البند الرابــع ، ولـكن تلك الخلة تافهة جداً ، ليس فيها شيء يضر بالمسلمين ، فمعلوم أن المسلم ما دام مسلماً لا يفر عن الله ورسوله ، وعن مدينة الإسلام ، ولا يفر إلا إذا ارتد عن الإسلام ظاهراً أو باطناً ، فإذا ارتد فلا حاجة إليه للمسلمين ، وانفصاله من المجتمع الإسلامي خير من بقائه فيه ، وهذا الذي أشار إليه رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  بقوله ‏:‏ ‏( ‏إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ‏) ‏‏.‏ وأما من أسلم من أهل مكة فهو وإن لم يبق للجوئه إلى المدينة سبيل لكن أرض الله واسعة ، ألم تكن الحبشة واسعة للمسلمين حينما لم يكن يعرف أهل المدينة عن الإسلام شيئاً ‏؟‏ وهذا الذي أشار إليه النبي بقوله‏ :‏ ‏( ‏ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً‏ ) ‏‏.‏

   والأخذ بمثل هذا الاحتفاظ ، وإن كان مظهر الاعتزاز لقريش ، لكنه في الحقيقة ينبئ عن شدة انزعاج قريش وهلعهم وخَوَرِهم ، وعن شدة خوفهم على كيانهم الوثني ، وكأنهم كانوا قد أحسوا أن كيانهم اليوم على شفا جُرُف هار لا بد له من الأخذ بمثل هذا الاحتفاظ‏ .‏ وما سمح به النبي(صلى اله عليه وسلم)  من أنه لا يسترد من فرّ إلى قريش من المسلمين ، فليس هذا إلا دليلاً على أنه يعتمد على تثبيت كيانه وقوته كمال الاعتماد ، ولا يخاف عليه من مثل هذا الشرط ‏.
 
 حزن المسلمين ومناقشة عمر مع النبي(صلى اله عليه وسلم)
 
   هذه هي حقيقة بنود هذا الصلح ، لكن هناك ظاهرتان عمت لأجلهما المسلمين كآبة وحزن شديد ‏.‏

   الأولى ‏:‏ أنه كان قد أخبرهم أنا سنأتي البيت فنطوف به، فما له يرجع ولم يطف به ‏؟‏
   الثانية ‏:‏ أنه رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  وعلى الحق ، والله وعد إظهار دينه ، فما له قبل ضغط قريش ، وأعطي الدَّنِيَّةَ في الصلح ‏؟‏
 
   كانت هاتان الظاهرتان مثار الريب والشكوك والوساوس والظنون ، وصارت مشاعر المسلمين لأجلهما جريحة ، بحيث غلب الهم والحزن على التفكير في عواقب بنود الصلح‏ . ‏ولعل أعظمهم حزناً كان عمر بن الخطاب ، فقد جاء إلى النبي(صلى اله عليه وسلم)  وقال‏ :‏ يا رسول الله ، ألسنا على حق وهم على باطل ‏؟‏ قـال ‏:‏ ‏( ‏بلى ‏) ‏‏.‏ قـال ‏:‏ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏( ‏بلى ‏)‏‏.‏ قال ‏:‏ ففيم نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏(‏ يا ابن الخطاب ، إني رسول الله ولست أعصيه ، وهو ناصري ولن يضيعني أبداً ‏) ‏‏.‏ قال ‏:‏ أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏( ‏بلى ، فأخبرتك أنا نأتيه العام‏ ؟‏‏ )‏ قال ‏:‏ لا ‏.‏ قال ‏:‏ ‏(‏ فإنك آتيه ومطوف به ‏) ‏‏.‏

   ثم انطلق عمر متغيظاً فأتى أبا بكر ، فقال له كما قال لرسول الله(صلى اله عليه وسلم)  ، ورد عليه أبو بكر ، كما رد عليه رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  سواء ، وزاد ‏:‏ فاستمسك بغَرْزِه حتى تموت ، فو الله إنه لعلى الحق‏ .‏

   ثم نزلت‏ :‏ "‏إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا‏ "‏  ‏[‏ سورة الفتح ‏:‏ 1 ‏]‏ ، فأرسل رسول الله إلى عمر فأقرأه إياه‏ .‏ فقال‏ :‏ يا رسول الله ، أو فتح هو ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏( ‏نعم ‏) ‏‏.‏ فطابت نفسه ورجع‏ .‏
   ثم ندم عمر على ما فرط منه ندماً شديداً ، قال عمر ‏:‏ فعملت لذلك أعمالاً ، مازلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ ، مخافة كلامي الذي تكلمت به ، حتى رجوت أن يكون خيراً‏ .‏
 
 انحلت أزمة المستضعفين
 
   ولما رجع رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  إلى المدينة ، واطمأن بها ، انفلت رجل من المسلمين ، ممن كان يعذب في مكة ، وهو أبو بَصِير ، رجل من ثقيف حليف لقريش ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، وقالوا للنبي(صلى اله عليه وسلم)  :‏ العهد الذي جعلت لنا‏ .‏ فدفعه النبي(صلى اله عليه وسلم)  إلى الرجلين ، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَة ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير لأحد الرجلين ‏:‏ والله إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيداً ، فاستله الآخر فقال ‏:‏ أجل ، والله إنه لجيد ، لقد جَرَّبْتُ به ثم جَرَّبْتُ‏ .‏ فقال أبو بصير ‏:‏ أرني أنظر إليه ، فأمكنه منه ، فضربه حتى برد ‏.‏

   وفر الآخر حتى أتى المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول الله(صلى اله عليه وسلم)  حين رآه ‏:‏ ‏(‏ لقد رأى هذا ذعراً‏ ) ‏، فلما انتهى إلى النبي(صلى اله عليه وسلم)  قال‏ :‏ قُتِل صاحبي ، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير وقال ‏:‏ يا نبي الله ، قد والله أوْفَى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ، ثم أنجاني الله منهم ، قال رسول الله(صلى اله عليه وسلم) ‏ :‏ ‏( ‏ويل أمه ، مِسْعَر حَرْبٍ لو كان له أحد ‏) ‏، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم ، فخرج حتى أتى سِيفَ البحر ، وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل ، فلحق بأبي بصير ، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ‏.‏ فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها ، فقتلوهم وأخذوا أموالهم ‏.‏
   فأرسلت قريش إلى النبي(صلى اله عليه وسلم)  تناشده الله والرحم لما أرسل ، فمن أتاه فهو آمن ، فأرسل النبي(صلى اله عليه وسلم)  إليهم، فقدموا عليه المدينة. ‏
 
إسلام أبطال من قريش

   وفي سنة 7 من الهجرة بعد هذا الصلح أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة ، ولما حضروا عند النبـي(صلى اله عليه وسلم)  قـال ‏:‏ ‏" ‏إن مكـة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها‏ "‏‏. أخرجه مسلم (1404)
 

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day