1. المقالات
  2. أربع وعشرون ساعة في حياة المسلم
  3. عند فطور الصباح

عند فطور الصباح

12374 2009/01/04 2024/11/05
المقال مترجم الى : English Deutsch Español

المؤمن الذي منحه الله ملكة التّفكير والتأمل يعرف جيّدا عندما يدخل إلى المطبخ لتناول فطور الصّباح أنّ كلّ النعم والمأكولات الّتي خلقها الله هي فى الأصل إشارات لدعوة الناس للحمد والشكر.

لنأخذ مثالا على ذلك، النار التي نستعملها لطبخ الطّعام يمكن أن تكون سببا للعديد من الأضرار فيمكنها أن تلتهم كلّ شيء، لكنّها فى الوقت نفسه ضروريّة لطبخ الطعام كي يصبح صالحا للأكل، وهي ضرورية لصنع العديد من المنتوجات الاستهلاكية، فهي لذلك نعمة كبيرة.

وبعبارة أخرى فالنار شأنها شأن بقية النعم الأخرى جعلت ليستخدمها الإنسان، قال تعالى: "وَسَخَّرَ لَكُـمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَـا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّّ فِـي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ( الجاثية، 13). والناّر كذلك هي مصدر تذكير للمؤمن بعذاب جهنّم أعدّت للكافرين وهي التي وصفها القرآن بأنّها نار شديدة سيُرمى فيها المنكرون الكافرون كما جاء فى بعض الآيات:

"يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ " ( الذاريات، 19 )

"تَلْفَحُ وُجُوهَهُم النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ"( المؤمنون، 104 )

"وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا" ( الفتح 13 )

المؤمن الصّادق من يزداد خوفا من الله كلّما فكّر فى عظمة نار جهنم.

كلّ نوع من الأطعمة لها فائدة خاصة بها، كالخبز والعسل والحليب والطماطم والفلفل والزيتون والبيض والشاي والقهوة. كلّها موادّ لها طعمها ورائحتها وقيمتها الغذائية ولونها الخاصّ بها. وكلّ نوع منها هو نعمة كبيرة لأنّه يغذّي الجسم بما يحتاجه من بروتينات وأمينوسيتات وكربوهيدرات وزيوت وفيتامينات ومعادن وسوائل. ولكي نعيش حياة سليمة علينا أن ننظّم غذاءنا من خلال تناول الأطعمة والغلال والخضروات والمرطبات والحلويّات وكلّ أنواع الأطعمة التي نحبّها بشكل منتظم لكي نسد حاجتنا الغذائية ونشعر بلذة هذه النعم.

في الحقيقة إنّ ما ذكرناه معروف لدى كل واحد منا، فمنذ اللحظة التي يستقبل فيها الإنسان الحياة تصبح جميع هذه النعم في متناوله وتحت تصرفه، غير أن أكثر الناس ينسون حقيقة هذه النعم فيتعاملون معها تعامل عاديا خاليا من أي روح رغم ما فيها من جمال ونفع، وبالتالي تغيب عن أذهانهم القيمة الحقيقية لهذه المخلوقات. ولو تاملوا فيها تأملا ممتزجا بالإيمان لأدركوا أن تلك المأكولات والمشروبات اللذيذة لها فوائد مختلفة وعظيمة، وكل واحدة من هذه المخلوقات تعد بحد ذاتها معجزة من المعجزات. ولنأخذ كمثال على ذلك العسل، فهذه المادة عظيمة النفع تصنعها حشرة صغيرة لا يتعدى حجمها بضع غرامات. وللعسل فوائد غذاشية وطبية، ففيه الفيتامينات والمعادن وغيرها من المواد الأخرى. وقد ذكر القرآن الكريم فوائد العسل فقال: "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنْ اتِّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاْسلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلَلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ( النحل، 68-69 ).

إذا تفكّر المؤمن في كيفيّة صنع العسل، اكتشف معجزة خلقه، واقتنع بلا شكّ أنّه من المستحيل أن يتحوّل ما تأكله النّحلة من رحيق الأزهار والغلال إلى عسل لا مثيل له بمجرد المصادفة العمياء، وبذلك يزداد تقرّبا من الله تعالى ويحصل عنده يقين بأنّ النّحلة الصغيرة إنما تطيع الله في عملها، وهي في إتقانها ومثابرتها على عملها تنجز ما يلهمها الله تعالى إياها.

كل ذلك وغيره أوجده الله تعالى لفائدة الإنسان، فالأغذية المختلفة مثل اللحم والحليب والجبن وغيرها من الأغذية الحيوانية نعمة من عند الله عز وجل، وتنبهنا آيات القرآن الكريم إلى ذلك: "إِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيـرَةٌ وَمِنْهَا تَـأْكُلُونَ" (المؤمنون، 21).

هذه الآية تتحدّث عن فوائد ما تحمله الحيوانات في بطونها، فمثلا: ما تأكله البقرة من حشائش وما تشربه من ماء بعضه يذهب إلى الأوعية الدّموية وبعضه يذهب إلى الأعضاء الدّاخلية ويخرج ما تبقّي منه فضلات. من كلّ هذا الخليط يخرج سائل أبيض ناصع، نظيف، له رائحة طيّبة وفوائد جمّة للإنسان ألا وهو الحليب. ألا يعتبر هذا معجزة حقيقية؟ إنّ الحليب يتكوّن من أنفع الموادّ لصحّة الإنسان. فعلم الله وسع كل شيء، أخرج من المرعى الأخضر حليبا أبيض ناصعا بفضل النّظام اللامتناهي في الدّقّة الّذي وضعه في جسم البقرة فيتحول الحشيش الأخضر إلى سائل أبيض. يقول تعالى في هذا الشأن: "وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نٌسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبينَ" ( النحل، 66 ).

كما هو معلوم فإنّ الحليب مادّة غذائية غنية بالفيتامينات وهي عنصر غذائي يحتاج إليه الصغار والكبار لتأمين حياة خالية من الأمراض. البيض أيضا منتوج من منتجات الحيوان صغير الحجم لكنّه كثير الفوائد، له قيمة غذائية عالية فهو مخزن للبروتينات والفيتامينات والمعادن تبيضه كلّ يوم دجاجة لا حول لها ولا قوة بالرغم أنّ البيض لا يمثّل حاجة بيولوجيّة بالنسبة إلى ذلك الحيوان. وعندما يفكّر المؤمن كيف تكوّن السائل الّذي بداخل البيضة، وعندما يمعن في دقّة صنع البيضة يزداد دهشة أمام قدرة الله وكمال عظمته.

الشاي عنصر ضروري من عناصر فطور الصباح ومنتوج نباتي، تمر أوراقه بمراحل مختلفة ليصبح على هيئته الأخيرة المعروفة. له رائحة طيبة، يبعث النشاط في الإنسان بعد أن يتحول إلى مشروب سائغ للشاربين. كما تخرج من الأرض مئات الأنواع من الأعشاب خلقها الله رحمة بعباده فيها الغذاء وفيها الشفاء، قال تعـالى: "وَهُوَ الّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْْعَ مُخْتَلِفًا اُكُلُهُ وَالزّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وغَيْـرَ مُتَشَابِهٍ" (الأنعام، 141) .

الذي نرجي ان نؤكد عليه هنا هو ان الله تعالى خلق النعم الكثيرة اللامحدودة رزقا للعباد واختبارا لهم بالفقر والغنى. والفائزون بجنة الخلد هم المؤمنون الصادقون أصحاب الاخلاق العالية. فمن الناس من تجد على موائده شتى أنواع الأطعمة، أما المؤمن الصادق فهو يعرف ان من مظاهر شكر النعمة ألا يسرف في الأطعمة مهما كان غنيا. فبدل أن يكدس المأكولات، فيذهب بعضها إلى الزبالة يكتفي بصنف أو صنفين شاكرا لله على أنعمه. فالمؤمن لا يبطر ويتكبر إن كان غنيا ولا ييأس أو يقنط إن كان فقيرا. فهو يعي جيدا أن هذه الدنيا هي اختبار له، وكل ما عليها ومن عليها فان، يقول تعالى: "وَنَبْلُوَكُمْ بِالشََّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء، 35).

لذلك فإنّ الإنسان الذي يعيش في ضوء الأخلاق القرآنية يتخذ من النعم التي أنعمها الله عليه سبيلا للتقرب أكثر إلى الله والتمسّك بإيمانه، ويحمد الله على تلك النعم وإن كانت قليلة لأنّ الله تعالى وعد المؤمنين الصادقين الشاكرين بمزيد من الخير والرّزق، أماّ المنكرون لهذه النعم فجزاؤهم العذاب الشديد في الآخرة. قال تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" ( إبراهيم، 7 ).

كلّما نظر الإنسان إلى محيطه اكتشف الرّوعة والكمال في الخلق، ابتداء من المأكولات وما تحتويه من منافع للإنسان الذي خلق الله فيه أعضاء مختصّة لأكل تلك المأكولات. فانظر إلى الفم وما يقوم به من وظائف من أجل تناول الطعام، وانظر إلى الشفتين والأسنان واللسان والحنكين والبصاق وملايين الخلايا، كلّها تعمل في آن واحد في انسجام صارم دون أي تقصير من أيّ عضو. فالأسنان تقطع الطعام قطعا صغيرة واللسان يضع تلك القطع مرّات ومرّات تحت الأسنان ليمضغها، والحنك ذو العضلات الصّلبة يساعدها أيضا على مضغ الطعام بتنسيق مع اللّسان، أمّا الشفتان فهي السدّ المنيع ضدّ إفلاة الطعام من الفم، علاوة على أنّ كلّ عضو من تلك الأعضاء له مكوّناته الخاصّة التي تعمل بدون انقطاع وبكلّ دقة. أمّا الأسنان فقد صفّفت بشكل يتوافق مع دورها، كما وضعت في مكان ثابت وحجم ثابت ممّا ييسّر لها العمل بشكل متكامل مع بعضها البعض.

لا شك أنّ تلك الأعضاء لا تملك شعورا ولا عقلا، ومن المستحيل أن تقوم بتلك الأعمال المشتركة بإرادتها لأنّ ما شرحناه هو عمل غاية في الدّقة والرّوعة، إضافة إلى أن كلّ عضو خلق لغاية ووظيفة محدّدة ودقيقة.

إن صانع ذلك الإبداع وذلك النظام المتكامل هو الله تعالى الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك: " وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" ( الفرقان، 2 ).

لقد خلق الله كل ذلك من أجل الإنسان، ومن أجل أن يتمتع الإنسان بطيبات الحياة الدنيا. وقد يتبادر إلى ذهن المؤمن التفكير في رائحة وطعم مختلف الأطعمة، إذ يمكنه التمييز بينها بكلّ سهولة وذلك بفضل نظام متكامل خارق.

إنّ حاسّة الشمّ والتذوّق تصاحبان الإنسان طوال العمر دون توقف أو تقصير في الأداء أو انتظار لمكافأة، وهذه الملكات اكتسبها الإنسان بالغريزة ولم يقم بأي جهد للحصول عليها. (لمزيد من التفصيل انظر: هارون يحيى، معجزة التذوّق والشمّ ). وتخيّل غياب نظام التذوّق عند الإنسان، فما الذي سيحصل يا ترى؟ لا شكّ أنّه لن يبقى أي معنى لأنواع الأطعمة والأشربة، وتصبح الحلوّيات واللّحوم والأسماك والخضروات والكعك والفطائر والغلال والمشروبات والمربّيات والمثلّجات والحلويات كأنّها صنف واحد من الطعام، ولا تكون لها أي لذة، بل وتسبب الأمراض وتضر بالصحة.

لا شك أن نظام التذوق خلقه الله تعالى وجعله نعمة للإنسان، والتغافل عن هذه النعمة خطأ كبير. فالله خلق في الإنسان هذه الأنظمة للحفاظ على صحته وسلامته، وحتى يشعره بمتعة الأشياء، قال تعالى: "الله الّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ قَرَارًا وَ السَّمَاءَ بِنَاءً وَ صَوََّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزقَكُمْ مِنَ الطّيِّبَاتِ ذَلِكُمْ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ" ( المؤمنون، 64 ).

لاشك أن التفكير في موضوع التذوق يدفع بالإنسان العاقل لكي يدرك عظمة الخالق عز وجل ويجعله يعترف بنعمه وجميل فضله عليه فيشكره عليها. فعلى المؤمن أن يفكر عند جلوسه على مائدة الطعام أن جميع الخيرات من مأكل ومشرب من عند الله تعالى، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَآيَةٌ لَهُمْ الأرْضُ المَيْتةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ العُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ" ( يس 33-35).

يعيش بعض الناس طوال حياتهم في الرّفاهيّة فيشبعون جميع رغباتهم، ورغم أنّهم يأكلون ما لذّ وطاب من المأكولات فإنّهم يغفلون عن التفكير في أشياء مهمّة، منها بالخصوص أنّ الله خلق تلك النّعم من أجل سعادة الإنسان، فلا ينتبهون إلى ضرورة شكر الله على تلك النعم وهذا خطأ كبير لأنّ الإنسان سوف يحاسب في الآخرة و سوف يسأل عمّا إذا كان من الشاّكرين أو من النّاكرين لنعم الله في الدنيا.

نتوقف هنا عند نقطة مهمة وهي أن المؤمن مكلّف بأمانة الحفاظ على نعمة هذا البدن وعليه مسؤولية العناية به بما رزقه الله من نعم فيحافظ عليه من الأمراض ويغذّيه تغذية سليمة، لأنّ القيام بالأعمال الصالحة يتطلب جسما سليما، لذلك يجب على المؤمن اتّباع نظام تغذية متكامل. فالجسم المتكون من 100 تريليون خليّة يحتاج إلى تغذية سليمة حتّى يقوم بدوره على أحسن وجه. لذلك، على الإنسان أن يحافظ على كلّ أشكال النظافة و يأكل الأطعمة النظيفة والطبيعيّة سواء عند فطور الصباح أو أثناء اليوم، كما يجب عليه أن يتجنّب المأكولات المضرّة مهما كانت جذّابة ولذيذة، إذ لا تهاون و تساهل في هذا الأمر.

تنشيط الأعضاء يحتاج إلى مادّة التوكسيت التي يتسبب غيابها في نحافة الجسم والإرهاق وتأتي من الماء ( يهمل بعض الناس شرب الماء بشكل منتظم)، لذلك على الإنسان أن يعتني بشرب الماء بصفة منتظمة خلال اليوم. وفي هذا الخصوص نبّه الرّسول صلّى الله عليه و سلّم في كثير من الأحاديث إلى أهمّية الماء نورد منها ما يلي:

خلال إحدى غزواته توقف النبي صلى الله عليه وسلم وطلب من أصحابه ماء، وبعد

أن غسل يديه وشرب نصيبا من الماء التفت إلى أصحابه وقال في معنى الحديث "أنتم أيضا اغسلوا وجوهكم وصبّوا شيئا منه عليكم" ( صحيح البخاري، النص الكامل، المجلّد الرابع، نشريات أوتشدال، استانبول 1993 ص. 64-65). وبعد أن شرب النبي صلى الله عليه وسلم دعا بما معناه قائلا:"الحمد لله الذي جعل هذا الماء عذبا ولم يجعله مرا ولا مالحا" )حجّة الإسلام الإمام الغزالي، إحياء علوم الدين، المجلّدالثاني نشر دار حضور للنشر، استانبول 1998، ص.16 ). (الرجاء اقتباس الشاهد من الأصل العربي)

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day