1. المقالات
  2. المنة فى تدوين إعجاز السنة - أ.د/ حسني حمدان
  3. حديث عجب الذنب والمخلق الأولى يشهدان لمحمد صلى الله عليه وسلم بالوحى وبالرسالة

حديث عجب الذنب والمخلق الأولى يشهدان لمحمد صلى الله عليه وسلم بالوحى وبالرسالة

حديث عجب الذنب والمخلق الأولى يشهدان لمحمد صلى الله عليه وسلم بالوحى وبالرسالة:


 فى عام 1935م نال العالم الألمانى سبيمان جائزة نوبل على اكتشافه للمنظم الأولى أو الشريط الأولى أو المخلق الأولى) (primary orgaizer) وزراعته له. ومذ أربعة عشر قرنا من الزمان  أخبر محمد صلى الله عليه وسلم أنه من  عجب الذنب  يخلق الإنسان . وعجب الذنب هو عظم العصعص. وقد وردت جملة أحاديث صحيحة تصف عجب الذنب بأنه عظمة لا تبلى أبدا, وأن الإنسان يخلق ويركب منه, وأنه مثل حبة خردل.

 

وعجب الذنب فى علم الأجنه هو الشريط الأولى الذى ينشأ من القرص الجنينى, ويبدأ تكوينه فى اليوم الخامس عشر فى مؤخرة الجنين. ويعد ظهور تلك العظمة إيذانا بتحديد بطن الجنين من ظهره, وخلفه من أمامه, ويمينه من يساره. وهو عبار عن خيط يبدأ من الخلف وينتهى بعقدة أولية, منه تنشأ جميع أنسجة وأعضاء الجنين؛ فمن الخيط تتكون طبقات الجنين الثلاثة الأولية: الإكتودرم والإندودرم والميزودرم, ومن العقدة الأولية  يتكون الجهاز العصبى المركزى والعمود الفقرى والجمجمة. وبعد أن يخلق الجنين يبقى عجب الذنب كامنا ويستقر فى آخر فقرة من العصعص ليكون البذرة التى يعاد تركيب الإنسان منها يوم القيامة.

 


 وعلى علماء الأجنة من المسلمين وهم يشتغلون على عجب الذنب أن تتصدر أوراق أبحاثهم العناوين المشتقة من نصوص الأحاديث النبوية التالية:عن أبى هريرة  أخرج الإمام مسلم في صحيحه مثله عن أبي هريرة وجاء فيه : " كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب ، منه خلق ومنه يركب " ، وفي لفظ أخر له : " وليس من الإنسان شئ إلا يبلي إلا عظماً واحداً هو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة "( صحيح مسلم بشرح النووي، دار الفكر ، بيروت ، كتاب الفتن ج18/91، 92 ).

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه النبي صلى الله عليه وسلم : " يأكل التراب كل شئ من الإنسان إلا عجب ذنبه . قيل : وما هو يا رسول الله ؟ قال : مثل حبة خردل منه ينشأ " .
وتشير الأحاديث أن كل البشر يحملون فى عجب أذنابهم بذور عودتهم يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم ينزل من السماء ماء فتنبتون كما تنبت البقل وليس فى الإنسان شىء إلا بلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب" أخرجه البخارى ومسلم ومالك فى الموطأ وأبو داود والنسائى. وقد ثبت بالتجارب العلمية عدم تأثر عجب الذنب (المنظم الأولى) بالسحق والغليان.

 


وليس مستبعدا أن يكون الاستنساخ البشرى التوالدى إلا محاولة بشرية لتركيب الإنسان من عجب الذنب. لأنه بعد طور البلاستولة التى تتكون فى اليوم الخامس من حياة الجنين والتى تنمو باندماج  الخلية الجسدية والبويضة المنزوع منها النواة, يعاد زرعها فى الرحم حيث تنمو . وفى اليوم الخامس عشر يتكون فيها عجب الذنب الذى قد يعطى جنينا بشريا تتم ولادته بعد مدة الحمل. 

 

 

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day