1. المقالات
  2. محمد صلى الله عليه وسلم النبي الموعود في العهدين
  3. الأرض التي سكنها إسماعيل عليه السلام

الأرض التي سكنها إسماعيل عليه السلام

الكاتب : د/ أحمد معاذ علوان حقي

 الأرض التي سكنها إسماعيل  عليه السلام :

الموضع الذي سكن فيه إسماعيل  عليه السلام  (فَارَان) بنص التوراة: "كان الله مع الغلام [أي إسماعيل] فكبر وسكن في البرية، وكان ينمو رامي قوسٍ، وسكن برية فَارَان، وأخذتْ له أمُّه زوجة من أرض مصر"[1].

ويحرص كاتبو العهد القديم أن يبينوا أن فَارَان هي برية واقعة إلى جنوب يهوذا، وشرق برية بئر سبع وشُور، وقيل الأصح بين حضيروت الواقعة على مسيرة من أيام من سيناء وكنعان[2]، ويمكن تفنيد هذا القول من وجوه:

1ـ التوراة تحدثنا عن أماكن سكنى أبناء إسماعيل  عليه السلام ، "وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم، وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب مواليدهم ... وسكنوا من حَوِيلَة إلى شُورَ التي أمام مصر حينما تجيء نحو أشور، أمام جميع إخوته نزل"[3].

قِيدَار: اسم سامي معناه (قدير، أو أسود)، وهو ابن إسماعيل الثاني، وهو أب لأشهر قبائل العرب، وتسمى بلادهم أيضًا قِيدار، وكانوا في الغالب رعاة يعيشون في خيام وهم البدو، إلا أن بعضهم كانوا متمدنين يسكنون المدن[4]، "وقِيدَار هو ابن إسماعيل باتفاق الناس، وربيعة ومضر من ولده، ومحمد صلى الله عليه وسلم   من مضر"[5]، وكتب النسابين تنسبه صلى الله عليه وسلم   إلى قِيدَار[6]، و(حَوِيلَة): مقاطعة تقع على ساحل البحر الأحمر مقابل سواحل إفريقيا من جهة أثيوبيا[7]، أما (شُور): اسم عبري معناه (سور)، وهو موضع في البرية جنوب فلسطين، أو على الأخص جنوب بئر لحي رئي، وشرق مصر[8]، وهذا يؤكد أن إسماعيل  عليه السلام  وذريته سكنوا جزيرة العرب، في الحجاز وليس سيناء كما يزعمون.

2ـ هذا يخالف الواقع، فإبراهيم  عليه السلام  أسكن إسماعيل  عليه السلام  بمكة المكرمة، وذريته من بعده سكنوا الجزيرة العربية، وهذا أمر متواتر، ولم يسكن أبناؤه قط سيناء حتى يقولوا إن فَارَان أو جبل فَارَان في سيناء، والتوراة تفرق بين برية سيناء، وبرية فَارَان[9]، وسفر إشَعْيَا يربط بين بلاد العرب وذرية إسماعيل  عليه السلام [10].

3ـ لا ندري متى حصل هذا التحريف والتغيير على أيدي الكتبة[11]، فقد روى علماؤنا - رحمهم الله تعالى - أن مما اتفق عليه المسلمون وأهل الكتاب أن فاران مكة[12]، قال الإمام القرافي: "وفاران مكة باتفاق أهل الكتاب"[13]، وقد أكد مولانا عبد الحق فدريايتي: أن المؤرخ جيروم واللاهوتي يوسيبوس أكدا هذه الحقيقة[14].

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  - تكوين، 21 : 20 ـ 21 .

[2] - راجع، قاموس الكتاب المقدس، ص/ 667.

[3]  - تكوين، 25 : 12 ـ 18 .

[4]  - راجع، قاموس الكتاب المقدس، ص/ 751 .

[5]  - ابن تيمية، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، 3/ 328 .

[6]  - راجع ابن عنبة، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، ص/ 137 .

[7]  - راجع، قاموس الكتاب المقدس، ص/ 329 .

[8]  - راجع، قاموس الكتاب المقدس،  ص/ 528 .

[9]  - راجع عدد، 10 : 12 .

[10]  - إشعيا، 21: 13 ـ 17.

[11]  - كاتب: يطلق على كاتب الناموس والجزاء الأخرى من العهد القديم، وأشهرهم عزرا الكاتب، وكان يلتفت حول كل كاتب مشهور جماعة من الطلاب يتتلمذون عليه، وقد وصف السيد المسيح بعض الكتبة أنهم  مراؤون. راجع (قاموس الكتاب المقدس) : ص/ 759 ـ 760.

[12]  - راجع الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، 3/ 305 .

[13]  -  الأجوبة الفاخرة، ص/ 179 .

[14] - راجع، السقار، هل بشر الكتاب المقدس بمحمد صلى الله عليه وسلم  ، ص/ 79، نقلاً عن كتاب، محمد في بشارات الأنبياء، محمود الشرقاوي:ص/ 14.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day