البحث
الإسلام يرفع من شأن المرأة
وعلى خلاف كل هذه التعاليم اليهودية والمسيحية، لم يفرق القرآن بين الأولاد والبنات. فقد اعتبر القرآن ولادة البنت هبة ونعمة مثلها مثل ولادة الولد، بل وقدم القرآن هبة ولادة الأنثى أولاً: "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ" (الشورى 49) ، في هذه الآية تقدم الرزق بالبنات على الرزق بالذكور وهذا يدل على أن ولادة الأنثى هبة من الله. والإسلام على عكس المسيحية واليهودية كان يحبب الآباء في ولادة البنات ويحثهم على معاملتهم معاملة جيدة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن، كن له ستراً من النار"[66].
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من كن له ثلاث بنات يؤويهن و يرحمهن و يكفلهن وجبت له الجنة البتة، قال: قيل: يا رسول الله فإن كانت اثنتين؟ قال: و إن كانت اثنتين، قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة، لقال: واحدة[67].وقال رسول الله أيضا: "من عال جاريتين حتى تدركا دخلت الجنة أنا و هو كهاتين ـ و أشار بإصبعيه السبابة و الوسطى[68].وهذا يثبت إثباتا واضحا كيف أن الإسلام أعلى من شأن البنات منذ ميلادهن ورفض الطريقة التي كان العرب الوثنيون يعاملونهن بها قبل الإسلام حيث كان يتم وأدهن أحياء لأنهن كن يعتبرن خزيا، وقد انتقد القرآن الكريم بشدة تلك العادة الإجرامية: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ، يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ" (النحل: 58-59) وأيضا قول الله في محكم تنزيله: "وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ" (التكوير: 8-9)
وهكذا ومنذ قدوم الإسلام، كان من أول ما حرّمه على المسلمين هو وأد البنات، واعتبر ذلك عملا شنيعا وجريمة كبرى تغضب الله وتثير سخطه. فكان منح الأنثى حق الحياة من بين أول الميزات التي منحها الإسلام للمرأة المسلمة، واعتبر قتلها فقط لأنها أنثى جريمة لا تغتفر، بل أمر الإسلام أتباعه بأن يحسنوا إلى الفتاة ويحسنوا تربيتها والاعتناء بها ووعد من يفعل ذلك فضلا عظيما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة"[69].
_________________________________________________
[66] سنن البيهقي الكبرى، كتاب النفقات، الحديث 16162
[67] مسند أحمد، مسند جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، حديث رقم: 13835، أيضا في مستدرك الحاكم، كتاب البر والصلة، الحديث رقم 7346.
[68]مستدرك الحاكم، كتاب البر والصلة، الحديث رقم 7350.
[69] سنن ابن ماجة، كتاب الأدب، حديث رقم 3669