البحث
التنبوء بفتح بيت المقدس وطاعون عمواس وكثرة المال في زمن الفتوحات الإسلامية
إشارة نبوية إلي أن الله سيصلح بالحسن رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين :
عن ابي بكرة رضي الله عنه قال : سمعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّم عَلَى الْمنْبر وَالْحسن إِلَى جَنْبه يَنْظر إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وإِلَيه مرة ويقُول: ابني هذا سيد وَلَعل اللَّه أَن يصْلح بِه بين فئتينِ من الْمسلمين " .
وقد وقع هذا الخبر كما أخبر بعد موت الرسول بنحو ثلاثين سنة ، وهو سنة أربعين من الهجرة ، لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين الغظيمتين اللتين كانت متحاربتين بصفين ، عسكر علي وعسكر معاوية .
التنبؤ بموت النجاشي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه ، فخرج إلي المصلى فصفهم وكبر أربعا .
فكان علم من أعلام النبوة لأنه صلى الله عليه وسلم أعلمهم بموته في اليوم الذي مات فيه مع بعد ما بين أرض الحبشة والمدينة .
إخباره صلى الله عليه وسلم بمدة الخلافة بعده :
عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء .
قال سعيد قال لي سفينة أمسك عليك أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلي كذا قال سعيد قلت لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن عليا [ عليه السلام ] لم يكن بخليفة قال كذبت أستاه بني الزرقاء يعني مروان .
وهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إذ كانت خلافتة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال ، وكانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام ، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثنى عشر يوماً ، وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين وتكميل الثلاثين كان بخلافة الحسن بن علي رضي الله عنه إذ كانت نحوأ من ستة أشهر ، ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين من الهجرة ، ومصداق هذا في قوله صلى الله عليه وسلم " إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين " .
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابة بنصرة الله للإسلام وإظهاره علي الدين كله :
أَتَيْت النبِي صَلَى اللّه عَلَيه وسَلَّم وهو متوسد بردة وهو في ظل الْكعبة وقَد لَقِينا من الْمشركِين شدَّة فقُلْت يا رسول اللَّه أَلاَ تدعو اللَّه فقعد وهو محمر وجهه فقَال "لَقد كان من قبلَكم لَيمشط بِمشاط الْحدِيد ما دون عظامه من لَحم أَو عصب ما يصرفه ذلك عن دِينِه ويوضع الْمنشار عَلَى مفْرق رأْسه فيشق بِاثْنين ما يصرفه ذلك عن دِينه ولَيتمن اللَّه هذا الأَمر حتّى يسِير الراكب من صنعاء إِلَى حضرموت ما يخاف إلاّ اللَّه" زاد بيان "والذئْب علَى غنمه .
والأمر الذي اشار إليه الحبيب صلى الله عليه وسلم كما قال العلماء هو الإسلام وقد تحقق هذا وأنتشر الأمن وآمن الناس علي أنفسهم عكس ما كان الحال عليه في الجاهلية وزال الخوف وأذي المشركين ولله الحمد .
التنبوء بفتح بيت المقدس وطاعون عمواس وكثرة المال في زمن الفتوحات الإسلامية :
عن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال : "أَتيت النبِي صَلَّى اللَّه عليه وسَلّم في غزوة تبوك وهو في قبة منْ أَدم فَقَال اعدد سِتا بين يدي الساعة موتي ثُم فتح بيت الْمقْدس ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ ثم استفاضة المال حتّى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إِلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأَصفر فيغدرون فَيَأْتُونَكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثْنا عشر أَلْفا".
وقد وقع الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام
ففتح بيت المقدس بعدما توفاه الله صلى الله عليه وسلم في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الإمام الحافظ عماد الدين بن كثير :
ذكره أبو جعفر بن جرير في هذه السنة عن رواية سيف بن عمر وملخص ما ذكره هو وغيره أن أبا عبيدة لنا فرغ من دمشق كتب إلة أهل إيلياء يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام ، أو يبذلون الجزية أو يؤذنون الحرب . فأبوا أن يجيبوا إلي ما دعاهم إليه . فركب إليهم في جنوده واستخلف علي دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيف عليهم حتى أجابوا إلي الصلح بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ..... ثم سار – عمر – حتى صالح نصارى بيت المقدس ، واشترط عليهم إجلاء الروم إلي ثلاث ، ثم دخلها إذ دخل المسجد من الباب الذي دخل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء .
وقوله عليه السلام " ثُم موْتان يأْخذ فيكم كقعاصِ الْغنمِ " وقد تحقق هذا في طاعون عمواس فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وكان بالشام مات فيه خمسة وعشرون سنة ثماني عشرة ، ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة منهم معاذ بن جبل وأبو عبيدة ، ويزيد بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو ، وأبوه ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم أجمعين .
وحدثت إستفاضة المال وكثرته في خلافة عثمان عند تلك الفتوح العظيمة، وكان أيضاً في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد وقع في زمنه أن الرجل كان يعرض ماله للصدقة فلا يجد من يقبل صدقته .