1. المقالات
  2. هدي النبي المختار في وصف الجنة و النار - محمد نصر الدين محمد عويضة
  3. عرض الجنة

عرض الجنة

المقال مترجم الى : עברית

 

عرض الجنة :
 
قال تعالى:  وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ  ]البقرة:255[ فنؤمن أن هناك خلقاً اسمه الكرسى, وليس بالطبع كرسياً نجلس عليـــه, ولكنه خلق أخبرنا به, كما أن هناك خلقاً آخر اسمه العرش, يقول الله عز وجل:     الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ  [ غافر:7] 
 
 
( حديث جــابر رضي الله عنه الثابت في صحيح أبي داوود ) أن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال :» أُذِن لي أن أحــدث عن ملك من مـــلائكة الله عز وجل من حـــملة العرش, أن مــا بين شحـــمة أذنه إلى عــاتقه مسيرة سبعمائة عام».
(حديث أبى ذر الغفاري رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة ) أنه سأل رسول الله   عن الكرسي فقال  :»   والذي نفسي بيــده ما السماوات الســبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كــحلقة ملقــاة بأرض فـــلاة, وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة». 
 
 
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري ) أنَّ النَّبِيَّ   صلى الله عليه وسلم  قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ مَا بَيْنَهُمَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ .
 
 
 
 
أخي الحبيب: 
 
أما آن لنا أن نتــخــيل الآتي بنــاءً على مـــا ســبق: الكرة الأرضية التي هي الدنيا التي نعيش فيها, الشمس أكبر منها مليون وثلاثمائة ألف مرة, فأصبحت الدنيا صغيرة جداً بالنسبة للشمس تبعد عن الأرض بمائة وخمسين ألف مليون كـــيلو متر, ثم إن الشـــمس يوجد مثلها وأكبر منها فى مجرة دَرْب التبانة عدد مائة مليار نجم, وأن هذا العـــدد يتوزع فى فــــراغ ما بين كل نجم وآخـــر أربع سنوات ضوئية, السنة الضوئية مسافة 9.46 بليون كيلو متر, ثم تخيّل معى قطر مجرة درب التبانة مــائة ألف سنة ضوئية, وأن سمكها يبلغ ألفين سنة ضــوئية, فكم تكون المساحة التى تشغلها مجرة درب التبانة؟! ثم اسرح بخيالك معى إلى تخيّل الكون الذى علمه البشر أن فيه مائة بليون مجرة, ما بين كل مجرة وأخــرى خمسة ملايين سنة ضوئية. وهل بذلك بلغوا السماء الدنيا أوهذا هو السماوات السبع؟ افترض أن ذلك هو السماوات والأرضين السبع, فأين الكرة الأرضية التى هى الدنيا؟؟؟
 
 
ثم افترض أن الكون المعلوم لنا هو السماوات السبع والأرضين السبع, وتخيّل الكرسي الذي وسع السماوات والأرض, وأنه بناء على الحديث النبوي تكون السماوات السبع بداخله مثل سبع دراهم ألقيت فى صحراء واسعة, فكم كون السماوات السبع بداخله مثل سبع دراهم ألقيت فى صحراء واسعة, حجم الكرسي ؟؟؟, ثم تخيّل العرش الذى يكون الكرسي بداخله كحلقة ـ خاتم أو أسورة ـ أُلقيت فى الصحراء, فكم تتخيّل حجم هذا الخلق الذي هو العرش؟؟؟ فأين الكرة الأرضية  التي هي الدنيا؟؟؟
 
 
ثم تخيّل الفردوس الأعلى الذي سقفه عرش الرحمن, فكم تكون سعة الجنة؟؟؟, فأين الكرة الأرضية التي هي الدنيا من الجنة؟؟ ولك الآن أن تدرك أن «الجنة فوق ما يخطر ببال أويدور في الخيال» ، فهل أعددت لها صالح الأعمال قبل طي الآجال .
 
 
وتأمل في الحديث الآتي بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيه واجعل له من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيه من غرر الفوائد ، ودرر الفرائد . 
 
 
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في الصحيحين ) أن النبي  صلى الله عليه وسلم   قال :  قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين: ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر). قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مّآ أُخْفِيَ لَهُم مّن قُرّةِ أَعْيُنٍ ) .
المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day